الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
مرة أخرى يتأجل اللقاء المزمع عقده بين الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية، والنقابات الأكثر تمثيلية لأسباب…،وبذلك تأجل النظر في أمال و في تطلعات أسرة التربية و التعليم التي تنتظر بفارغ الصبر التفاتة من صناع القرار،ترفع عنها الضرر و تلبي بعض مطالبها القديمة الجديدة.
طبعا ليست هي الوحيدة التي تنتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء،بل حتى الرأي العام الذي أصبح ينتابه الشك و القلق عند كل دخول مدرسي،بسبب تلك الإضرابات المتكررة و التي تؤثر سلبا على المردود الدراسي للمتعلمين،فيصب جم غضبه على الكل { بداية من الأساتذة}،وفي الآن نفسه تختلف الآراء حول تلك الإضرابات بين من يراها عبثية و أخر يراها فقط مجرد ردود أفعال و أسلوب تعبير عن السخط العارم في نفوس الأساتذة،الذين لا يتمتعون بكامل حقوقهم و لا يجدون من يقدر جسامة المسئوليات الملقاة على عاتقهم،في كل مرة هناك فقط الانتقاد و الانتقاد المقابل،دون قول حتى كلمة شكر،و بغض النظر عن تلك الإضرابات و غيرها،أليس الأساتذة هم حجر الأساس في كل مشروع تنموي ؟ أليسوا هم من يعملون على إعداد مواطن الغد و المساهمة في بناء شخصيته و تنقية فكره ؟ إذن كيف نتحدث عن عوالم مثل الحداثة و النهضة و التنمية و في المقابل لا نكترث و لا نعير اهتماما للأستاذ ؟ لا نستمع إلى شكاويه و لا نعمل على تضميد جروحه !على الكل {الأسرة،المسئولون على قطاع التربية الوطنية،فعاليات المجتمع المدني،…}، الاعتراف أولا بماهية الأستاذ و العمل على صون حقوقه و تشريفه،لأن ثقافة الحق تسبق المحاسبة على الواجب،حتى نهيئ طبعا الظروف المواتية لتحقيق تعليم جيد،وبرامج وفق متطلبات العصر الحديث،عندها يمكن للألسنة أن تتمدد و تلتوي كيفما تشاء،لكن مادامت الأوضاع على ما هي عليه،فليس هنالك أي مبرر للإكثار من اللوم و اللغط،كما أن تلك الفكرة القاتمة المأخوذة عن حامل الرسالة التربوية،ليست فقط شوكة في حلق هذا الأخير،وإنما برتن في قدم المجتمع بكامله،يعيق تقدمه و يبقيه حبيس نفسه دون أن يطرأ عليه أي تغيير يذكر.
الآن و قد اتضحت الصورة أمامنا وعلمنا كلنا أين مكمن الخلل،فهل سنختار الوقوف بجانب مربيي الأجيال آم سنبقيهم غارقين في مستنقع النسيان ؟