وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكشف عن أول أيام شهر جمادى الأولى لعام 1446
مرة أخرى يتأجل اللقاء المزمع عقده بين الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية، والنقابات الأكثر تمثيلية لأسباب…،وبذلك تأجل النظر في أمال و في تطلعات أسرة التربية و التعليم التي تنتظر بفارغ الصبر التفاتة من صناع القرار،ترفع عنها الضرر و تلبي بعض مطالبها القديمة الجديدة.
طبعا ليست هي الوحيدة التي تنتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء،بل حتى الرأي العام الذي أصبح ينتابه الشك و القلق عند كل دخول مدرسي،بسبب تلك الإضرابات المتكررة و التي تؤثر سلبا على المردود الدراسي للمتعلمين،فيصب جم غضبه على الكل { بداية من الأساتذة}،وفي الآن نفسه تختلف الآراء حول تلك الإضرابات بين من يراها عبثية و أخر يراها فقط مجرد ردود أفعال و أسلوب تعبير عن السخط العارم في نفوس الأساتذة،الذين لا يتمتعون بكامل حقوقهم و لا يجدون من يقدر جسامة المسئوليات الملقاة على عاتقهم،في كل مرة هناك فقط الانتقاد و الانتقاد المقابل،دون قول حتى كلمة شكر،و بغض النظر عن تلك الإضرابات و غيرها،أليس الأساتذة هم حجر الأساس في كل مشروع تنموي ؟ أليسوا هم من يعملون على إعداد مواطن الغد و المساهمة في بناء شخصيته و تنقية فكره ؟ إذن كيف نتحدث عن عوالم مثل الحداثة و النهضة و التنمية و في المقابل لا نكترث و لا نعير اهتماما للأستاذ ؟ لا نستمع إلى شكاويه و لا نعمل على تضميد جروحه !على الكل {الأسرة،المسئولون على قطاع التربية الوطنية،فعاليات المجتمع المدني،…}، الاعتراف أولا بماهية الأستاذ و العمل على صون حقوقه و تشريفه،لأن ثقافة الحق تسبق المحاسبة على الواجب،حتى نهيئ طبعا الظروف المواتية لتحقيق تعليم جيد،وبرامج وفق متطلبات العصر الحديث،عندها يمكن للألسنة أن تتمدد و تلتوي كيفما تشاء،لكن مادامت الأوضاع على ما هي عليه،فليس هنالك أي مبرر للإكثار من اللوم و اللغط،كما أن تلك الفكرة القاتمة المأخوذة عن حامل الرسالة التربوية،ليست فقط شوكة في حلق هذا الأخير،وإنما برتن في قدم المجتمع بكامله،يعيق تقدمه و يبقيه حبيس نفسه دون أن يطرأ عليه أي تغيير يذكر.
الآن و قد اتضحت الصورة أمامنا وعلمنا كلنا أين مكمن الخلل،فهل سنختار الوقوف بجانب مربيي الأجيال آم سنبقيهم غارقين في مستنقع النسيان ؟