بثت قناة فضائية سورية مؤيدة لنظام بشار الأسد تقريراً لمراسلة لها في حمص وهي تقف بين جثث قتلى، قالت إنها تعود لمن وصفتهم بالإرهابيين. لكن مشهد وقوف المراسلة بين الجثث أثار صدمة ودهشة لدى الكثيرين لقساوته وعدم مراعاته لمشاعر المشاهدين وانتهاكه لحرمة الموتى.
إعلام النظام السوري يسقط مرة جديدة أخلاقياً بابتعاده عن قواعد السلوك المهنية ومواثيق الشرف.
أن يختم صحافي من ساحة المعركة تقريراً أعده أمر يحسب له، لكن أن يتباهى بعرض صور لجثث القتلى في انتهاك صارخ لحرمة الأموات دلالة على تحوله إلى مجرد أداة إجرامية.
كأن الدنيا قد ضاقت بهذه المراسلة المغمورة فلم تعد تجد غير جثث القتلى لتقف بينها، وهي بكامل أناقتها، في صورة صادمة تعكس واقع الإجرام الذي يُمارس في سوريا.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فهذه ليست المرة الأولى التي يمارس فيها إعلاميو نظام بشار الأسد الرذيلة الإعلامية، فقبلها حققت مراسلة سبقاً صحافياً عندما أجرت حواراً مع طفلة جريحة وهي في حضن جثة أمها الميتة.
الصفاقة الإعلامية لم تتوقف يومها عند هذا الحد، فالمراسلة نفسها أصرت على إجراء حوار آخر مع امرأة كانت إصابتها بالغة وتتألم من وجعها.
ويبقى الواقع الافتراضي على شاشات الفضائيات السورية أكثر ما يثير الاستغراب والاستهجان، إذ تعرض قنوات التلفزيون الرسمي برامج صحية وسياحية صباحية وكأن شيئاً لا يحدث في سوريا.