ندد اتحاد كتاب المغرب بتداول خطابات تكفيرية في الشبكات الاجتماعية، تستهدف بعض رموز الثقافة المغربية، وتناهض الديمقراطية وحقوق الإنسان. وسجل الاتحاد، في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه اليوم الاثنين، ظاهرة تداول بعض خطابات التكفير في الشبكات الاجتماعية، “وذلك بطريقة تقدم فيها اتهامات وفتاوى كاشفة عن جهل أصحابها بالأفكار والأشخاص الذين توجه إليهم الاتهامات الظالمة الحاقدة”.
وأوضح البلاغ أن الشريط، الذي يكفر بعض رموز الثقافة المغربية المشهود لهم بالإنجازات الفكرية التاريخية والعقلانية، يكشف أن “أخطبوط التكفير لم يعد يدرك مكاسب ومزايا الفكر المغربي المعاصر، فقد أصبحت خطاباته عمياء تروم نشر البلبلة والفتنة في ثقافتنا ومجتمعنا”.
ونبه الاتحاد إلى أن إصدار فتاوى التكفير، بعد كل المكاسب التي حققها المغرب في مجال التعددية واحترام الاختلاف وتعزيز قيم التسامح، وبعد مكاسب الحراك الاجتماعي الذي عرفته البلاد سنة 2011، وما تلاه من منجزات، وخاصة دستور فاتح يوليوز 2011 بكل بنوده الضامنة للحريات الفردية والجماعية، “يعيدنا إلى بعض أجواء الإرهاب الفكري، الذي تجنبته بلادنا طيلة عقود من الزمن”.
واعتبر أن “ملامح الإرهاب البارزة في الفتاوى المذكورة، تستهدف من بين ما تستهدفه الحد من الحريات، وذلك بتكميم الأفواه وتعطيل العقول، الأمر الذي ينعكس سلبا على الثقافة والاجتهاد في بلادنا، إذا لم يدخلها في متاهات نعتقد أننا تجاوزناها، وذلك بإعلائنا من قيمة الاجتهاد والحوار العقلاني المعتمد على الجدل الفكري لا على التهديد بالقتل”.
وفي هذا السياق، ندد الاتحاد، بشدة، بالمناخ الذي يتم فيه تعميم فتاوى التكفير المناهضة للديمقراطية وحقوق الإنسان، معتبرا أن “مبادئ الإسلام وقيمه السامية تتجاوز الروح الظلامية المتشددة التي يعلنها دعاة التكفير والإرهاب”.