سعيد المودني، صبي الإمام المجدد عبد السلام غاضه أن يرفع المغاربة في أنشطتهم صور ملك البلاد ويريدهم أن يرفعوا عوضا عنها صور الجلالة أو صور أفراد الشعب، المهم بالنسبة له ألا ترفع الأعلام الوطنية وصور ملك البلاد.
غيرة الرجل المبنية على منطق الولاء للإمام الثالث عشر لم تصدمه صور عبد السلام ياسين في أنشطة الجماعة، وآخرها الصورة الكبيرة التي ملأت قاعة بأكملها بمناسبة الذكرى الأولى لغيابه من طرف جماعته التي تريد أن تحتكر لنفسها الدين والدنيا، وتؤمم الوحي والسيرة النبوية لنفسها حتى لا تقرأ القرآن إلا من مفهوم الإمام المجدد، ولا تفهم السيرة النبوية إلا من خلال اجتهادات وقراءات الإمام المجدد.
لم يصدمه حضور صورة الشيخ عوض صور الجلالة، لم يصدمه وهو صغير الاستماع الإجباري لدروس عبد السلام حول الخلافة. لم يصدمه وهو شاب يافع الشراء الإجباري لصورة عبد السلام. لم يصدمه وهو يشرب منقوع عانة الجزايري يوم وزعها عبد السلام على الخلق فتهافتوا عليها ظنا أنها من خصلة النبي. لم يصدمه تهافت صغار النفوس على ما فَضُلَ من طعام الشيخ لأن فيه بركته. لم يصدمه وهو يحكي كما يحكي السفهاء أن الرسول والملائكة يجالسون شيخه كل ليلة، وأنه يُرْفَعُ كل يوم إلى السماء وأن الرسول والملائكة يزورون رباطات أهل الجماعة.
لم يكن صادما له أن يعيش زمن الخرافة بكل تفاصيلها، فهو لا ينتصر إلا لصور الشيخ، يريد ترميزها ويرمز ربما معها كريمة الشيخ وخلانها من فتية الجماعة حتى تحتل صورهم الواحد تلو الآخر حيطان كهوف الجماعة وتعبد الناس الإمام وذريته من غير الصالحين.
“ولد حدوم” لا يرى في الإسلام وصور الجلالة غير قاطرة يتحكم بها هو وصحبه في البلاد والعباد، فهو لا يوقر حتى بني جلدته من الذين يشتركون معه في لغة استغلال الدين في السياسة، يهاجم الجميع انتصارا لدولة الخلافة التي لن ترى النور في زمن الاستغلال البشع لإسم الجلالة من أجل نيل مكاسب دنيوية.
“ولد حدوم” لا يتوانى عن الكذب واختلاق الوقائع حتى يعطي حجية لفكره التكفيري ومشروعية لثالوثه المدنس المهووس بالولاء لبعض الخرافيين والخرافيات.
“ولد حدوم” لا يريد صور بعينها ويدعي أنه يبحث عن رموز أخرى بين قواعد الشعب ونخبه ورجالاته وطليعته في كل مجالات مقاومة الإستعمار والجوانب الفكرية والسياسية، وحتى تلعب اللعبة بكاملها. فلماذا لا يرمز “ولد حدوم” ضحايا الجماعة من الحاملين لفكر مغاير لفكرها الذين طالتهم سلميتها وفكرها الذي ينبذ العنف في جامعات وجدة وفاس؟
لماذا لا يرمز “ولد حدوم” كل الذين اختلفوا مع الإمام المجدد في مسيرته الدعوية وفي مقدمتهم محمد البشري، الذي كان الإمام المجدد يلقبه بـ”لْبَّشِير”، ألم يكن الرجل داعية من الدعاة لفكر الخلافة قبل أن ينقلب عليه الشيخ الإمام؟
لماذا لا يرمز “ولد حدوم” كل النساء المدافعات عن الحرية، لماذا لا يرمز “ولد حدوم” الروائي محمد شكري والشعراء محمود درويش وأدونيس، ونزار قباني، ويجيبنا لماذا لا تنشر الجماعة إلا شعر صهر الشيخ؟
لماذا لا يرمز “ولد حدوم” من السياسيين عمر بن جلون والمهدي بن بركة وشكري بلعيد ومحمد البراهمة وغيرهم من الذين لم يلبسوا يوما جبة الخلافة؟
لماذا لا يرمز “ولد حدوم” من المفكرات فاطمة المرنيسي وغيرهن من المدافعات عن الحرية بعيدا عن الفكر المغلق الذي لا يقدس من الثالوث إلا ما يعبد به الطريق لإستغلال السذج وصغار العقول؟
فمتى رمز “ولد حدوم” وشيعته شخصا خارج الجماعة وخارج أسرة الإمام؟
وإبتداءا من اليوم سَنُرَمِّزُكَ كنكرة من نكرات الزمان الرديء الذي لا يحب من تاريخ المغرب إلا ثقافة حاحا وهوانم دار الخلافة وغلمانها.