تلقى الصحفيون حوالي التاسعة وسبع وخمسين دقيقة من مساء الاثنين، ثالث أيام مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، رسالة نصية قصيرة مكتوبة بالفرنسية، وهي اللغة المعتمدة في التواصل معهم تخبرهم بأن “البادج” كاف لدخول جميع مراسم قصر المؤتمرات ابتداء من الثلاثاء والى غاية يومه الجمعة.
قرأ الجميع الرسالة وتعامل الصحفيون المغاربة مع فعاليات التظاهرة اعتمادا على “تعليمات” مسؤولي الاتصال التي لم تُحترم لأكثر من 24 ساعة، حيث تبين أن الأفعال بعيدة عن النصوص المكتوبة، خاصة مع تحول حفل تكريم الممثل محمد خيي مساء الثلاثاء إلى مناسبة تعرض فيها عدد من الصحفيين المغاربة للإهانة البليغة من طرف فرق الأمن الخاص.
عجرفة ثم تمييز
وقد جاءت المشاهد كالتالي: فعلى بعد خمسة عشر دقيقة من الحفل وقف مبعوث يومية الأحداث المغربية قبالة سياج حديدي يشرح، بكثير من اللباقة، لأحد المكلفين بالأمن ضرورة إفساح المجال أمامه للدخول من أجل ممارسة مهامه غير أن منسق الأمنيين رفض رفضا باتا دخول الصحفي معتمدا على لغة لا تخلو من عجرفة من قبيل “t’as raté ton avion mon vieux..” أمام الشرح المتكرر لصحفي الأحداث الذي أخبر “جدار الصد” بفحوى الرسالة النصية بعدما انضاف إلى لائحة الممنوعين صحفيتي يومية “أخبار اليوم” و”الأخبار” وأخرى عاملة في القسم الأمازيغي للإذاعة الوطنية.
اتصل أحد الصحفيين بفريق الاتصال التابع للمهرجان حيث تكلف شاب من الفريق ذاته بإدخال الصحفيين الذين ظنوا أن محنتهم قد انتهت بعدما توجهوا إلى البوابة P التي يدخل منها الصحفيون عادة، من يوم افتتاح التظاهرة إلى ختامها، غير أن المنع طالهم مرة أخرى وبنفس الفظاظة. تم توجيه الجميع الى البوابة C هناك كانوا على موعد مع عذر آخر مفاده أن المدخل خاص بحاملي الدعوات فقط. شرط الدعوات لم يحترمه “البواب” الذي أدخل بعض الممثلين و عددا من الأجانب الذي شفعت له شهرتهم أو لون عيونهم الزرقاء و لغتهم الفرنسية الأنيقة بولوج قاعة سدت أبوابها في وجه أصحاب مهنة اسمها الصحافة.
مظاهر الإهانة لا تقتصر على ما حدث ليلة تكريم محمد خيي، كما يقول عدد من الصحفيين المغاربة، الذين يتأسفون لإلغاء عدد من مواعيد حواراتهم التي أخبروا بها اللجنة المنظمة أياما قبل المهرجان وكذا إقصاء جلهم من دعوات بعض اللقاءات الخاصة والمنظمة عموما حول حفل غداء أو عشاء مع عدد من ضيوف المهرجان مما لا يمكنهم من لقاءات أكثر تلقائية مع هؤلاء خلافا للصحافة الأجنبية المستفيدة من هذه الحظوة، وفقا لتصريح صحفي مغربي عامل بيومية فرنكوفونية.
الإهانة تعيد نفسها
ما حدث ليلة الثلاثاء ذكر عدد من الصحفيين بحادثة الدورة 12 السنة الماضية، والتي تم فيها فصل الصحافة الأجنبية عن الوطنية في الندوة الصحفية للنجم الهندي “شاروخان” الذي تأخر عن موعده مع المغاربة لأكثر من ساعتين و جاء الى فندق اللقاء و قد ضربت حوله، حراسة مبالغ فيها، قبل أن يعمد أمن المهرجان الى إغلاق باب قاعة الندوة على الصحفيين بعد خروج “نجم بوليود” والاعتداء بدنيا على صحفيين حيث أصيب صحفي عامل بوكالة المغرب العربي للأنباء بجرح على مستوى يده كما تعرضت صحفية تونسية لإرتجاج بسيط بعد إسقاطها أرضا من طرف حارس أمن فرنسي.
زميل للصحفي المصاب، في دورة السنة الماضية، علق على الحادث بالقول إن المهرجان تحول الى دراما تمتهن فيها كرامة الصحافة المغربية.
عن موقع “هيسبريس”