ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
كانت الرابعة ثابتة، بالنسبة لفرسان دكالة، فقد تحقق حلم فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي ظل فريقا لتفريخ اللاعبين وتزيين لائحة العديد من الفرق المغربية كالرجاء والجيش الملكي، أخيرا ابتسم الحظ للدفاع، وتمكن من تحقيق اللقب الأول في تاريخه ليردّ من خلاله الدين لفريق الرجاء الذي سبق وأن توج على حسابه بلقب كأس العرش عام 1977.
شاءت الصدف، أن تكون الفرحة مغربية جزائرية، فمدرب الدفاع الجديدي ليس سوى الجزائري “عبد الحق بنشيخة”، الذي خرج مكسورا من المغرب عقب موقعة مراكش، التي هزت عرشه من قيادة الخضر بعد رباعية تاريخية لم يقوى معها “بنشيخة” على تحمل الانتقادات داخل الجزائر ليقدم استقالته مباشرة.
سنتين على خروج “بنشيخة”، خروج المنهزمين بالرباعية، يعود بعدها إلى المغرب و”العود أحمد”، بعد أن سجل اسمه من ذهب في الكأس الفضية، كأول مدرب يحرز تحت قيادته الفريق لقب كأس العرش، ليس هذا فحسب، فالمدرب الجزائري، أصبح عميد المدربين المغاربيين، فهو الوحيد الذي تُوج في 3 دول مغاربية: الجزائر و تونس ثم المغرب، وتلك قصة أخرى، تحدّى من خلالها “بنشيخة” نفسه، وصرح قبل انطلاق المباراة، قائلا: “الفوز ليس فوز الجديدين فقط، إنه فوزي أنا أيضا، هو لقب لن يشاركني فيه أحد إن تحقق”، وها هو قد تحقق، بعد أن أصبح الوحيد الذي حقق لقبين مع فريق شباب بلوزداد الجزائري، قبل أن يشد الرحال إلى تونس، عبر فريق باب جديد “النادي الإفريقي”، الذي حقق معه لقب الدوري التونسي عام 2008، ثم لقب كأس الأندية البطلة في 2009، ليعود للتويج مرة أخرى، مع الدكاليين بلقب سيظل الأغلى في خزانة الفريق التي ظلت فارغة إلى حيث شاءت الصدف، أن يكون التتويج مغربيا جزائريا، في مباراة أجريت بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، ليشارك اسم جزائري العيد مع المغرب، وليرقص الجميع بمركب الأمير مولاي عبد الله على إيقاع صوت جزائري، لطالما عبر عن عشقه للمغرب، بل وحمل بدوره الجنسية المغربية “فخرا”، يوم استثنائي تسمح فيه القراءة من مختلف الزوايا !.