وأنا أشاهد الحلقة الأخيرة من برنامج “رشيد شو” الذي تبته القناة الثانية وقفت برهة متأملا إلى أي حد تفتقت عبقرية أهل القرار في دهاليز عين السبع لتتحفنا بمثل هكذا برامج، وكأن قدرنا أن نعيش الاستنساخ في كل شيء، فالبرنامج م طريقة لباس مقدمه لبلاطو إنتاجه لديكور فضائه ليس سوى “فوطوكوبي” ديال البرنامج الفرنسي الشهير Claudy show،
لكن المثير في هذا البرنامج “التحفة” أنه استنسخ كل شيء من سيده الفرنسي ماعدا المهنية و جودة المحتوى و المضمون الذي يقدم للمشاهد، رداءة في التقديم، تفاهة في الحوار و استهتار بالمشاهد إن لم نقل أنه برنامج بمضمونه الحالي فهو ينقص من قيمة ضيوفه، نحن هنا لا نتحامل على البرنامج ولا مقدمه لكن أن تسوق برامج بمثل هكذا تفاهات في إعلامنا العمومي فهذا العبث بأم عينه و هذا ليس بجديد على قناة “متعودة” استنسخت الخيط الأبيض و افتح قلبك و مادام مسافرة و ماما شاف و غيرها من البرامج التي “نقلتها” القناة، في نظري عوض أن يسموا شبه البرنامج ذاك برشيد شو كان أدرى أن يسموه سخافة شو، أنذاك كنا سنعني أنفسنا مغبة تضييع ساعة من الزمن أمام شاشة قناة عوض أن تجمعنا أضحت تفرقنا…
و على ذكر الأفكار الذكية التي أصبحت تتساقط على عقول بعض الناس كحالة مسؤولي دوزيم، فقد فكر بعض النشطاء المغاربة في الحل الذي سيخرج المغرب من أزمته و لم يجدوا سوى الدعوة إلى إلغاء رواتب و معاشات البرلمانيين باعتبار أن العمل البرلماني انتداب تطوعي و ليس وظيفة، و بسبب هاته الأفكار صرت كل مرة أتفقد فيها حساب رسائلي إلا و أجد عشرات الرسائل تدعوني إلى توقيع عريضة أسموها بالشعبية يطالبون من خلالها بإلغاء معاشات السادة البرلمانيين، و كأن مشاكل المغرب ستحل إن تحقق هدف العريضة، نسوا أن هناك ما هو أهم و أكثر تعقيدا من ذلك و هو ما يحتاج الحل، نسوا أن هناك ملايير الدراهم تثقل كاهل ميزانية الدولة في صندوق مقاصتها دون أن يستفيد منها أصحابها، نسوا أن هناك ملايير الدراهم التي تضيع على الدولة عبر التهرب الضريبي و الاستغلال غير المعقلن لبعض الثروات، نسوا و نسوا و جعلوا معاشات البرلمانيين مشجبا تعلق عليه الأزمات، في نظري من حق أي شخص يؤدي عملا أن يتلقى عليه أجرا، و البرلماني راه صلة وصل بين الشعب و السلطة التنفيذية و يضطلع بأدوار مهمة بغض النظر عن الاسثتناءات، و له كامل الحق في راتب و معاشات بقوة القانون و بمنطق العقل إلا إذا أراد هو بمطلق حريته أن يتنزه عن حقه و يتنازل عليه، إذا فلنكن منطقيين ففي شتى الحضارات التي ترقى فيها الديمقراطية يسري هذا العرف/الحق ماشي انستنسخو كلشي إلا هاذي فقط بحجة محاربة الريع، فالريع الحقيقي هو أن نبخس الناس حقوقها فقط لأن بعضهم أساء للعمل البرلماني بينما ما يحتاج لمحاربة حقيقة نغفل الطرف عنه…و لأننا شعب نعشق “الكوبي كولي” فقد صرنا نقلد الآخرين في كل شيء تقريبا، لدرجة أنه وفي دراسة حديثة قامت بها مؤسسة بريستن الأمريكية و التي صدرت أواخر الشهر الماضي تربع المغرب في المرتبة التاسعة من حيث الدول التي يتشبه شبابها بشخصيات أجنبية و يتخذونهم قدوة، و الغريب في الدراسة أن المراكز العشر الأولى سيطرت عليها دول أفريقية بينما أول دولة أروبية في التصنيف هي كازاخستان التي جاءت في المركز 23، هذا إن دل على شيء فإنما على أن العقلية المغربية اليوم تعيش أزمة حقيقية في ظل مناخ تنشأة غير سليم مرده مجموعة من العوامل التي تكالبت لتنتج لنا في الأخير أجساما مغربية بعقول تعشش في جلها ثقافات و أفكار لا تمت “لتمغرابيت” بصلة، الأمر لا يقف عند هذا الحد ففي دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كيونسلاند الاسترالية و نشرت في مجلة “بلوس ميدسين”
أشارت إلى أن أكثر من 6% ديال المغاربة يعيشون الكآبة و نزيدكم فمجلة “نامبر” المتخصصة في الإحصائيات و الدراسات نشرت مؤخرا تقريرا أسود عن الصحة النفسية لشعوب شمال إفريقيا، حيث ورد فيه أن 34% من سكان شمال إفريقيا يعيشون اضطرابات نفسية خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وهذا ما يؤكد كلام السيد الوردي الذي صرح قبل أشهر أن المغاربة “تسطاو”…
الحاصول شي نهار تلقاوني لايح شطايطي و كنجمع في بقايا السجائر حتى أنا، كيتدير حتى متسطاش وحنا عندنا بحال هاذ السياسيين و القنوات و البرامج و القوانين و منعرف شنو ثاني، أش خاصك أسي المغربي قانون تجريم التحرش وإلغاء معاشات البرلمانيين و رشيد شو أمولاي…