وتيرة الصراع بين قناة الجزيرة الرياضية والتلفزيون الجزائري، مُرشحة لمزيد من التصعيد، عقب نقل الأخير، مباراة المنتخب الجزائري ونظيره البوركينابي، مساء السبت 12 أكتوبر المنصرم، برسم الجولة الفاصلة المؤدية إلى نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها البرازيل، فقد خرج التلفزيون الجزائري، عبر بيان، يعترف من خلاله بــ “سرقة حقوق البث”، وتبريره لتلك السرقة، بأنه كان مضطرا بعد أن فشلت المفاوضات بينه وبين قناة الجزيرة، التي احتجت وتوعدت الجزائر باللجوء إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المتعارف عليها دوليا.
ففي نقاش دار على قناة فرانس 24، حول الأزمة بين قناة الجزيرة والجزائر، أكد الإعلامي الجزائري “هشام عبودي”، أن ما دُفع لعائلة “بوتفليقة” بفندق موريس بفرنسا، خلال فترة علاجه الأخيرة، يكفي لشراء حقوق البث مرتين وليس مرة واحدة، وأضاف الاعلامي الجزائري وهو مدير صحيفتيْ “مون جورنال” و”جريدتي”، أن الجزائر أصبحت دولة بدون مؤسسات، لأنها لا تحترم نفسها ولا شعبها، حيث كان لزاما عليها ضمان حق المواطن الجزائري بالاتفاق على نقل المباراة مهما كانت قيمتها، لأن إمكانياتها المالية كافية لحفظ كرامة الشعب الجزائري، وقال متأسفا: “الجزائر صارت السرقة عندها قفازة وطيارة، وتعتقد بهذه السرقة أنها قوية، بينما تظهر قمة ضعفها بل وتنقص من قيمة الشعب الجزائري على المستوى الدولي.”
“عبودي” لم يكتف بالحديث عن بلده الجزائر، بل دخل في نقاش مع الصحفي المصري “جمال نور الدين” نائب رئيس تحرير جريدة الإذاعة والتلفزيون في مصر، والذي اعتبر سرقة حقوق البث من الجزيرة حقا من حقوق المواطن المصري، مستغربا من تبرير عملية السرقة، ومتسائلا كيف يباع النفط لإسرائيل ولا يتم شراء حقوق البث لمباراة مصيرية لكل المصريين؟
أما الجزائري “محمد الوضاحي”، مراسل الجزيرة الرياضية من فرنسا، فقد استغرب المبررات المقدمة من قبل التلفزيون الجزائري والمصري على حد سواء، وتساءل: “كيف نقرصن مباراة لمدة ساعة ونصف، ونقول أن هذا يدخل في حقوق المواطن؟”