فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
لم تكن الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، “كريستوفر روس”، إلى المغرب، عادية، فلم يجد نفس الخطاب الذي كان قد تعود عليه فيما سبق من زياراته، خطاب بنكهة “الهدوء والدبلوماسية” التي كان يشرح بها ممثلو الساكنة، الموقف المغربي والرغبة الملحة في تنزيل الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب.
الزيارة الأخيرة، التي دخلت ضمن جولته الثالثة التي تقوده للمنطقة من أجل إيجاد حلّ لملف الصحراء، قضى خلالها “روس” يومان بمدينة العيون والسمارة، التقى خلالها رئيس المجلس البلدي “حمدي ولد الرشيد”، وأعضاء المجلس والعديد من المنتخبين، اللقاء دام لأزيد من ساعة ونصف، كان الأول من نوعه الذي يواجه فيه “روس” هذا الإحراج من قبل ممثلي الساكنة، الذين “ملّوا” تكرار تعابير بعينها، حيث تجندوا جميعهم لمواجهته بالحقائق كما هي على الميدان، سؤال يطرح نفسه وبحدة، “قدومك يجني المشاكل، مجيؤك للمغرب وكأنه يُشكل غطاء للانفصاليين الذين يُكبدون المغرب خسائر مادية وبشرية كبيرة، لماذا يا ترى؟”، سؤال آخر، استفز “كريستوفر”، إذا كانت زيارتك ستجلب في كل مرة، الفوضى والدمار فــ “بلاش منها”، تقول الاستقلالية “مكملتو كمال.”
مبعوث الأمم المتحدة، وجد نفسه في موقف حرج، بل عبر عن دهشته من حدة الحوار، مما دفعه لإبعاد نفسه عما يجري، بالتأكيد على أنه عندما يلتقي بانفصاليي الداخل يطلب منهم أن تكون المظاهرات سلمية، لكن رده لم يجنبه سؤال منطقي، “ولماذا لا تلتقي بالوحدويين داخل مخيمات تندوف، كما تفعل هنا عندما تلتقي كل الأطراف؟.”
لقاء “روس” مع أعضاء المجلس البلدي كان ساخنا، حيث واجهوا “روس” بسيل من الأسئلة والحقائق، تقول “مكملتو” في حديثها مع “أكورا بريس”: “كنّا جادين في الحوار والنقاش مع كريستوفر روس، قلنا له، إذا كان المغرب يسمح بالمظاهرات السلمية، فمقابل ذلك لن يسمح بأن تتحول هذه المظاهرات إلى حرب أهلية، وهذا هو السيناريو الذي ترسمه مظاهرات انفصاليو الداخل، كان بإمكاننا نحن كوحدويين، أن نجند الآلاف من المواطنين ليخرجوا أمام المبعوث الأممي، وليرى حجم المؤيدين لمقترح الحكم الذاتي، لكننا لا نريد أن نسلك هذا الطريق، لأن الأمر إذا اتخذ هذا المنحى، سنتسبب في حرب أهلية بين القبائل.”
أعضاء المجلس البلدي لمدينة العيون، لم يكتفوا بطرح سلسلة من الأسئلة، بل تقدموا بطلب إلى الأمين العام “بان كي مون”، عبر مبعوثه “روس”، عبروا فيه عن رغبتهم زيارة مخيمات تندوف، كما أكدوا له، أنهم على استعداد لكراء طائرة خاصة، والدخول إلى المخيمات شرط أن تضمن الأمم المتحدة كهيأة دولية سلامتهم، وتضمن لهم الحق في التواصل مع جميع فئات الساكنة داخل المخيمات تماما كما يقوم مختلف النشطاء عندما يزورون الأقاليم الجنوبية للمملكة، دون أن يجدوا اعتراضا من السلطات في المملكة.”