بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
الجماهير لا تحيى هذه الأيام إلا لعلي، فالاتحاد الاشتراكي عقد جمعا جماهيريا صدحت فيه الجماهير من أجل علي، لم تحتج على شيء آخر، انتقلت إلى الرباط لترفع شعار الحرية لعلي، والمعطلون الذين ساندهم اليمين واليسار والوسط وإسلام الخلافة لم يطالبوا بالشغل، اجتمعوا )فقط الاستقلالي والاتحادي والاشتراكي الموحد والنهج والجمعية (ونزلوا إلى ساحة باب الحد يوم الأحد ومشوا طويلا من أجل علي، لم يطالبوا بالشغل، بل طالبوا بالحرية لعلي.
وبعد أسابيع ستلعب البارصا ضد الريال، ولن تتفرج الجماهير في الكامبونو في ميسي ولن تطلب مزيدا من الأهداف ستهتف فقط من أجل علي، وسيظهر لنا سامبريرو رافعا لافتة يطلب فيها الحرية لعلي وستلعب الرجاء ضد الوداد، وستحضر الجماهير ولن يهتف الوداديون ضد أكرم بل سيهتفون من أجل علي، كما هتف “ادغار موران” من أجل علي وحمل لافتة يطالب فيها بالحرية له.
الحرية لعلي قبل الخبز والشغل وقبل الأسعار وقبل الكرة وقبل العنصرية. الجميع وضع مطالبه جانبا. في أوروبا المغاربة نسوا كل شيء وأجمعوا على الحرية لعلي.. إنه جوهر الخطاب الذي يسعى البعض لترسيخه حتى يتم قتل علي الذي أصبح قضية الانفصاليين الأولى وقضية استراتيجية بالنسبة للجزائر، وقضية أولوية كبرى بالنسبة للخارجية الأمريكية ومسألة بالغةالحساسية لـ”بان كي مون”،وأن صحيفة نيويورك تايمز كتبت مقالا عن الربيع العربي خصصت فيه ربع فقرة لقضية علي، وهذا يعني أن الصحيفة سوف تستهدف النظام المغربي لمدة أربعة سنوات متتالية من أجل علي، وأن أوباما لن يهتم بعد اليوم بقضية الميزانية الفيدرالية فهي مسألة ثانوية مقارنة بقضية علي، وأن الأمم المتحدة لن تنام بعد اليوم من أجل علي.
خارجية أمريكا التي عاشت لأسابيع على وقع مقتل 1200 مواطن سوري في غوطة دمشق، قبلت أن ترعى مؤتمر جنيف الثاني، ونست أن بشار قتل 1200 من شعبه في ليلة واحدة وتتحرك الآن لإجبار المعارضة السورية على عدم مقاطعة المؤتمر.
أمريكا التي عبأت بلدان الخليج ضد إيران، بدلت مواقفها بعد مكالمة هاتفية من الرئيس روحاني ولم تكترث حتى للوبي الموالي لإسرائيل المناهض لكل تقارب أمريكي إيراني.
إذن فتوحات الكامون في الداخل والخارج حول قميص علي، هل هي موجهة للدولة المغربية أم موجهة للخارج أم موجهة إلى جهة أخرى؟
إنه خطاب تنفسي يستهدف أولا رفع معنويات ضحايا أجندة الكامون من الذين كانوا في محيط علي كما حصل مع لجنة الدعم التي أعطيت رئاستها شكليا لصحفية، لكن وجهاء الأجندة الكامونية هم الذين يتكفلون بكل شيء، لكن الغريب أن بعض الذين يستهلكون هذا الخطاب التنفسي يتصورون فعلا أن “الدنيا مقلوبة والعالم مقلوب من أجل علي”.
إنه خطاب العزاء، والعزاء لا يكون إلا في المآتم، وأظنهم يسعون إلى مأتم علي حتى يتم سحقه ليصبح إسما آخر ينضاف إلى ضحايا الكامون. يقولون إنهم يعملون كل ما في وسعهم لرفع معنويات علي، ألم تقولوا أن معنويات علي مرتفعة، ما دامت مرتفعة فلماذا تصرون على رفعها بالدوباج؟
من حق كل أحباء علي أن يعملوا على التضامن مع علي ويعملون على إطلاق سراحه ومتابعته في حالة سراح كصحفي، لكن الإطار الذي يسعون إلى حشر علي فيه من أجل تأطير المحاكمة بعيدا عن واقعة بث الشريط المنسوب للقاعدة هو إطار يعطي نتائج عكسية.
إنهم يؤثرون على القضاء ولكن بطريقة لا تخدم براءة علي فكل قاض يحكم بما بين يديه ولا يحكم بما يقال في الصحافة، لكن عندما يتورط دفاع علي في الدفع بما ليس في الملف كأساس لمحاكمة علي والإصرار على ذلك، فإنهم يحكمون بصَد الزنزانة عَلَى علِي لأنهم لا يريدون خروج علي. يريدون بيانات موقعة باسمهم وندوات صحفية تتكلم عنهم وبعد المحاكمة والإدانة يصدرون تقريرا حول الخروقات التي طبعت ملف موكلهم وحضورا مكثفا في الإعلام تحضر صورهم، وتغيب صور علي.. والعنصر الأساسي في المرحلة الأولى للمسلسل هي قبول علي أن يلعب اللعبة بمعنويات مرتفعة. وعلي يجب أن يُصَدِّق أن الدنيا مقلوبة من أجله أن العواصم الغربية تغلي من أجله وأن الجماهير في كل مكان لا تنام من أجله وأن النصر قاب قوسين أو أدنى، كما حدث مع كذبة زيارة بان كي مون إلى الرباط.
يا علي سنصنع منك بطلا، وغدا إذا اقتضتالبطولة أن تغيب لسنوات وراء القضبان فلا بأس فإنك بعدهاسوف تصبح بطلا كبيرا، فمن أجلك أصبحت جريدة الاتحاد الاشتراكي جزءًا من مخطط بوليسي ومن “كلاب الكرنة”، وإذا اقتضى الحال غدا فمن أجلك سوف نُخَوِّن الجميع بعدما رمينا بالجبن كل الذين آثروا أن يبحثوا عن طريق آخر لخلاصك وأرادوا أن يكونوا عمليين في محبتهم لك عوضالانسياق مع “الحياحة” الذين يريدونك أسيرا حتى تكون حجة لهم، لأنهم لا يعيشون إلا وسط أجواء “الحيحة والجدبة”.
استمر في بطولتك يا علي، فأبو بكر الجامعي تنبأ أنه سوف تحكم عليك المحكمة بأكثر من 18 سنة ويريدون منك معنويات مرتفعة، فجماهير البارصا ستخرج من أجلك الأسبوع القادم، والرجاويون سيحملون صورك في كل مكان، وسوف تصبح مشهورا أكثر من ميسي، وأعضاء لجنة الدعم سوف يدلون بوثيقة تثبت أنهم أعضاء اللجنة حتى يحصلوا على الفيزا بسرعة للسفر إلى الخارج دفاعا عن قضيتك ووفود الحجاج المتوجهة إلى البقاع المقدسة سوف تحمل صورك يوم الوقوف بعرفات، وسيضرب حجاج الشيعة صدورهم ورؤوسهم من أجلك. كيف لا وهم شيعة علي وإسم علي هو جوهر المقدس عندهم.
اصمد يا علي، اصمد يا علي، لقد أصبحت مادة خصبة لكل الذين بارت أقلامهم وتذكروا أنهم لم يبقوا مع المخزن بعد أن حملوا في صدورهم قلبا لا تدق نبضاته إلا بسخاء الكامون، وهم للكامون من الشاكرين، الكامون يريدك رسولا فلا ضير أن يتم تحنيطك حتى ينتصر رب الكامون، فلرسالة الكامون رب يحميها، فلقد وضعهم حراسا على خزائن الكلمة فلا كلمة إلا كلمتهم وسوف ترفع باقي الأقلام ولن تسود إلا كلمة الكامون المقدسة.
أصمد يا علي فالجماهير تريدك وراء القضبان، فنحن قاب قوسين أو أدنى من النصر والفجر قريب، و في رأس العام سنسهر حتى الفجر من أجلك، بالأمس كنا نَعُدُّ مدة أسرك بالأيام، واليوم نَعُدُّها بالأسابيع وبعد العيد سَنَعُدُّها بالأشهر وبعد عام سَنَعُدُّها بالسنين.
أصمد يا علي سنفضح في مقالاتنا كل الجبناء والمخططات ونقلب الدنيا من أجلك، نريدك فقط أن تؤمن بأسطورة الصامد وبمعنويات مرتفعة ونحن نتكلف بالباقي، نتكلف بالكفن والجنازة وبالمأتم. أصمد يا علي فلقد انضمت تنسيقية المعتقلين الإسلاميين إلى دائرة التضامن وهتف المعتقلون الجهاديون السابقون باسمك، وطالبوا بسقوط قانون الإرهاب وحضرت نساؤهم، وقال كبيرهم كلمة ذكر فيها بمناقبك، فاصمد يا علي.