فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
تتواصل إلى غاية الـ 27 من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الـ 13 للتنظيم والإدارة الرياضية، التي ينظمها اتحاد اللجان الأولمبية العربية، بمعهد مولاي رشيد لتكوين الأطر بالمعمورة، حيث نظمت صبيحة الثلاثاء 24 شتنبر، عدة ورشات تناولت: المنشطات والإعلام الرياضي والإبداع الرياضي، إضافة إلى شغب الملاعب، الذي أصبح ظاهرة خطيرة خاصة في بعض الدول العربية التي تعيش عدم استقرار سياسي وأمني، حيث تحولت بعض مجموعات مشجعي الفرق إلى تبني مواقف سياسية كما هو الشأن بالنسبة لاتراس الأهلاوي والزملكاوي في مصر.
ورشة الشغب التي أشرف على تقديمها “عبد الرحمن الغامدي” من السعودية، نيابة عن “سعيد بن علي جمعان” الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم، الذي تخلف لظروف صحية، عرفت نقاشا قويا، أغناه تواجد المراقب العام لدى الإدارة العامة للأمن الوطني المغربي “محمد بوزفور”، الذي قدم تجاربه الميدانية، التي تكونت منذ سنوات من خلال سلسلة من الترتيبات والخطط الأمنية التي تواكب أقوى مباريات الدوري المغربي وفي المقدمة مباريات الديربي والكلاسيكو، التي تشهد حضورا جماهيريا كبيرا، نجم عنه حدوث أعمال شغب في أكثر من مناسبة (الوداد / الرجاء)، (الجيش / الرجاء في مناسبتين، آخرها ما أصبح يعرف بالخميس الأسود).
المناسبة كانت كذلك فرصة لتوضيح عدة نقط قد تكون مبهمة لدى البعض من الجماهير، حيث كشف “بوزفور” أن المعني بأمر تنظيم المباريات هو الفريق المضيف إن كان اللقاء محليا، والجامعة الملكية لكرة القدم إن كانت التظاهرة قارية، وأكد مسترسلا، أن الفرق القوية ماديا يفترض أن يكون لها أمنها الخاص الذي يتولى الوقوف على مجمل الترتيبات الخاصة بتنظيم المباراة، ومواكبة دخول الجماهير وخروجها من الملعب، وأضاف أن المغرب، وفي ظل ضعف إمكانيات معظم الفرق الوطنية، فإن الأمن الوطني يعتبر شريكا في التنظيم بعملية تنسيق من الجهة المنظمة، من جانب آخر، وإن بدا الاختلاف طفيفا من دولة عربية إلى أخرى على مستوى الحلول المقترحة، فإن الأسباب اختلفت، حيث أن إجراء مباراة في المغرب في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة، يختلف جوهريا، بين إجراء مباراة في مصر أو تونس، حيث التفاعلات والتجاذبات السياسية والأمنية مستمرة، وهو الشيء الذي حسمت من خلاله بعض الاتحادات في إجراء مباريات فرقها بدون جمهور كمصر وتونس وسابقا العراق ثم ليبيا..
إلى ذلك ذهبت الحلول المقترحة من قبل المشاركين الذين ينتمون إلى دول عربية عديدة، إلى ضرورة التنسيق بين رابطة مشجعي الفرق، التي يمكن أن يكون دورها فعالا في تأطير الجماهير قبل وبعد انتهاء المباراة، ليكون حلا تكميليا لعملية التنسيق التي تجرى عادة بين الجهات المنظمة للمباريات الرياضية.
النقاش الفعال الذي دار بورشة شغب الملاعب، خلص إلى نتيجة رئيسية، وهي أن الجميع شريك في تأجيج أعمال العنف والشغب بملاعبنا العربية، حيث لم يسلم الإعلام بدوره من تحمل جانب من المسؤولية، فمثلا “المعلق الرياضي”، عندما يكون بصدد تقديم مباراة ما، ويتحدث عن سوء التحكيم، ويكرر في أكثر من مناسبة أن هذا الفريق ظُلم في لقاء سابق و… الخ، عليه أن يتحمل جزءا من مسؤولية في إغضاب الجماهير وزرع الغضب، وبالتالي، حث المشاركون على ضرورة توفر المهنية الصحفية، ليس فقط لدى المعلق، ولكن نفس الشيء بالنسبة للصحفي الذي ينقل المباراة عبر مختلف الوسائل (صحافة ورقية أو الكترونية)، حيث لا بد من تجريد نفسه من الانتماء إلى أي فريق، ويعالج المباراة بحيادية، الطاقم التقني للفرق لم يسلم بدوره من تحمل جانب من تنامي ظاهرة الشغب، حيث غالبا ما يدفع اللاعب إلى الاحتجاج على الحكم عندما تقوم بعض عناصر الطاقم من دكة البدلاء، وتستعمل حركات احتجاجية تدفع الجماهير إلى دعمها، اللاعب بدوره تم تحميله جزءا من المسؤولية، حيث أن عملية الاحتجاج المتكررة على الحكم، تعطي انطباعا بسوء أداء الأخير، ويساهم (اللاعب) بالتالي في توثر أجواء المباراة، وعليه فإن الجميع مدعو لتحمل المسؤولية بشكل تشاركي للقضاء على هذه الظاهرة التي تكلف خزينة الدول إمكانيات مالية كبيرة، خاصة بعد أن أصبحت الجماهير تنقل غضبها من الملعب إلى خارجه، عبر الاعتداء على الملك العمومي وعلى ممتلكات المواطنين الخاصة.