بيان مشترك: المغرب و’سانت لوسيا’ عازمان على تعميق تعاونهما الثنائي
أصبح القلق ينتاب جمهور برشلونة مؤخرًا من كثرة إصابات نجمهم ليونيل ميسي، وبعد أن مر أفضل لاعب بالعالم بفترات طويلة لم يتعرض فيها لإصابات طويلة، يبدو أنه في طريقه لنسيان تلك المرحلة، حيث أنه يمر حاليًا بأزمة مع الإصابات العضلية والتي تظهر من فترة لأخرى.
وها هو ميسي سيغيب عن لقاء فريقه أمام نادي ملقا في الدوري الإسباني، كما أنه من المحتمل أن يغيب عن إياب كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام أمام وضعه في هذا الموسم، والأهم، عن مدى جاهزيته لقيادة منتخبه الأرجنتيني في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
العديد من اللاعبين عبر التاريخ كان يتنبأ لهم بمستقبل باهر جدًا، لكن الإصابات قطعت عليهم طريق النجومية ولم تسمح لهم بالوصول لما كان متوقعًا منهم، ميسي، والذي يراه الكثيرون قادرًا على أن يكون أفضل لاعب كرة قدم بالتاريخ، قد يتعرض لموقف مشابه لما عانى منه هؤلاء اللاعبين، لكننا نأمل، وضمن نطاق الحياد وحب الكرة الجميلة، أن لا يحصل الأمر نفسه للنجم ليونيل.
في هذا التقرير، نستعرض بعض اللاعبين الذين لم تمكنهم الإصابات من تقديم كل ما يملكون من مواهب وقدرات كبيرة:
1- جست فونتين
على الرغم من اعتزال جست فونتين في سنة 1962، إلا أنه ما يزال يحمل رقمًا قياسيًا في تاريخ كؤوس العالم لم يكسر بعد، فالمهاجم الفرنسي ذول الأصول المغربية تمكن في مونديال 1958 من تسجيل 13 هدفًا، مما يجعله اللاعب صاحب أكثر عدد من الأهداف في بطولة واحدة، كما أنه واحد من لاعبين فقط، تمكنا من التسجيل في كل المباريات في بطولة واحدة من كأس العالم.
بسبب الإصابات المتكررة والمتتالية، والتي عانى منها النجم الفرنسي، وجد فونتين نفسه مجبرًا على الاعتزال في سنّ مبكرة، فقرر في شهر جولاي من عام 1962 اعتزال كرة القدم، وهو على بعد شهر واحد من أن يكمل 29 سنة.
لعب مع المنتخب الفرنسي 21 مباراة سجل خلالها 30 هدفًا، كما أنه سجل 197 هدف من 235 مباراة في الدوري الفرنسي مع ناديي نيس وريمس، واعتبره بيليه أحد أفضل 125 لاعبًا حيًّا على مر التاريخ في سنة 2004، وتم اختياره كأفضل لاعب فرنسي لآخر 50 سنة من قبل الاتحاد الفرنسي في عام 2003.
2- ماركو فان باستن
كان فان باستن واحدًا من أشرس المهاجمين على الإطلاق، فأرقامه الكبيرة تشهد بان اعتزاله كان خسارة وضربة قوية لنادي ميلان والمنتخب الهولندي بآن واحد، وما دموع فابيو كابيلو، مدرب نادي ميلان وقتها، إلا خير شاهد على حجم الألم الذي أصابه جرّاء فقدان هذا النجم الكبير.
فان باستن، من مواليد سنة 1964، استطاع إبراز نفسه كأحد أفضل المهاجمين الشباب بالقارة الأوروبية، حيث تمكن من تسجيل 152 هدفًا من 172 مباراة مع نادي أياكس خلال 5 مواسم، ولم يكن قد بلغ ثلاث وعشرين سنة في آخر موسم له معهم.
انتقل لنادي ميلان في صيف 1987، لينضم لزميليه “رود خوليت وفرانك ريكارد” الهولنديين، مشكلاً أحد أفضل الثلاثيات التاريخية في نادي ميلان، وسجل لميلان 124 هدفًا في 201 مباراة، ولكن إصاباته المتكررة بالكاحل منعته من تحقيق أرقام أفضل وأكبر من ذلك بكثير.
بعد سنتين كاملتين من عدم اللعب، قرر فان باستن إعتزال الكرة، في شهر أوغست من سنة 1995، وعمره 31 سنة، بسبب الإصابات المتكررة في الكاحل، ويكفي أن يقول عنه فابيو كابيلو بأنه أعظم مهاجم دربه، لنعلم ما هي الموهبة والإمكانيات التي امتلكها فان باستن، لكن عاندتها الإصابة.
3- سباستيان دايسلر
إن كنا مجبرين على اختيار (الأنحس) من هؤلاء، فبالتأكيد سيكون الألماني سباستيان دايسلر! فاللاعب الموهوب تمكن من إقناع الأندية بالاهتمام به وهو بعمر 18 سنة، حين لعب لأول مرة في البوندزليغا مع نادي منشنغلادباخ في تلك السنة، ولكن هبوط الفريق في نهاية الموسم جعله ينتقل إلى نادي هيرتا برلين، بالرغم من أنه كان مصابًا بقطع في احد أربطة الركبة.
في صيف 2002 انتقل إلى بايرن ميونخ، وكان مصابًا أيضًا واضطر لإجراء عملية قللت من مشاركاته مع الفريق بذلك الموسم، وبسبب هذه المشاكل، تعرض لنوبة من الإكتئاب لتراكم الضغوط عليه من الإصابات المتكررة، مما جعله يتلقى العلاج في أحد عيادات ميونخ، ثم تمكن من الانضمام مرة أخرى للفريق في نوفمبر 2003.
بعد عودته للفريق وزوال نوبة الاكتئاب، تعرض لانتكاسة أخرى في أكتوبر 2004، ولكنه استطاع أن يعود مرة أخرى للفريق، ولعب دورًا مهمًا للفريق في سنة 2005، وبعد مغادرة مايكل بالاك لتشيلسي، كان يُنْظَر لدايسلر على أنه القائد الجديد لخط وسط الفريق، لكنه تعرض في شهر مارس من سنة 2006 إلى إصابة أخرى في الركبة جعلته يغيب عن كأس العالم، وفي شهر يناير 2007 أعلن دايسلر اعتزاله لكرة القدم بسبب الإصابات والإحباط المتكرر منها.
في 4 سنوات مع النادي البافاري، شارك دايسلر في 62 مباراة فقط! وبسبب الإصابات غاب عن كأسي العالم لسنة 2002 وسنة 2006، كما لم يتمكن من المشاركة في يورو 2004، وفقدت ألمانيا واحدةً من أفضل مواهبها على الإطلاق.
4- أوين هارغريفز
تمكن المحور الإنكليزي من أصل كندي، أن يستحوذ على اهتمام السير أليكس فيرغسون لسنوات عديدة، فظل يحاول التوقيع معه حتى نجح في في تحقيق هذا المراد في صيف 2007، بمبلغ وصل إلى 17 مليون يورو، بعد فترة طويلة
من المفاوضات بين نادي بايرن ميونخ الألماني ومانشستر يونايتد الإنكليزي.
تمكن هارغريفز من استكمال مستوياته المميزة التي بدأها مع بايرن ميونخ، وقدم موسمًا أول ناجحًا بشكل كبير مع مانشستر يونايتد، توجه بالفوز بالدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا، ولعب دورًا مهمًا، حيث شغل عدة مراكز طوال الموسم، فمرة بالمحور وأخرى بالظهير، وأحيانًا بالوسط الأيمن، مما جعله صفقة ناجحة بدون شك، كما سجل هدفين في دوري ذاك الموسم.
لكن بموسمه الثاني لم يتمكن هارغريفز من المشاركة كثيرًا، وفي ثلاث مواسم، 2008-2009 و 2009-2010 و2010-2011 لعب هارغريفز 5 مباريات فقط مع مانشستر يونايتد بسبب الإصابات المتكررة، وفي صيف 2011 انتقل لمانشستر سيتي، ولعب معهم 4 مباريات فقط.
تم اختيار هارغريفز كأفضل لاعب إنكليزي في كأس العالم 2006 نظير مستوياته المتألقة، ولكنه كان يستطيع تقديم الكثير والحصول على مسيرة كروية أفضل، لولا الإصابات التي أخفت بريقه بشكل كبير جدًا.
5- رونالدو
حتى الإصابات لم تمنع رونالدو من تقديم مستويات أسطورية جعلت العديد يرونه كأفضل مهاجم مر على التاريخ، لكن الكثيرين مقتنعين برأيهم أن الإصابات حرمت رونالدو من أن يكون أفضل لاعب بالتاريخ على الإطلاق.
مسيرة رونالدو معلومة ومعروفة لدى الغالبية، لكن حتى نعلم حجم وقوة الإصابات التي تعرض لها، فرونالدو تقريبًا تعرض لإصابة قوية في أغلب الأندية التي لعب لها، فمع إينهدفون بموسمه الثاني غاب عن أغلب فترات الموسم بسبب إصابة بالركبة، ومع إنتر ميلان شارك بشكل بسيط جدًا في موسم 1999-2000 بسبب الإصابة، ثم غاب عن الموسم التالي كله بسبب أربطة الركبة، ولعب عددًا بسيطًا من المباريات في موسم 2001-2002 لنفس السبب، ولم يتغير الأمر كثيرًا من ناحية الإصابات مع الريال وميلان.
ويكفي أن نقول أن حتى أحد مشاكل رونالدو البدنية، والتي كانت وزنه الزائد، لم تكن كليًا بسبب إهمال منه، بل بسبب مرض بالغدة الدرقية، يجعله قابلاً لزيادة الوزن بسهولة كبيرة، مما يعني أن البقاء بوضع جسدي ممتاز مهمة صعبة لرونالدو.
رغم كل هذا، فرض رونالدو نفسه كأحد أفضل اللاعبين على الإطلاق، ففوزه بأفضل لاعب بالعالم ثلاث مرات، والكرة الذهبية مرتين، وكأس العالم مرة وتسجيله لثمان أهداف فيها، إضافة لأنه أفضل هداف في تاريخ كؤوس العالم، يجعل المتابع الكروي يتساءل، ماذا كان ليفعل رونالدو لو أن الإصابات لم تلاحقه بهذا الشكل؟