فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
لم يكن مشهد العلم الوطني في الحفل الذي أحياه المغني الجزائري الشاب “مامي” مساء الخميس 22 غشت الجاري بمدينة سلا، الأول على منصات مهرجانات المملكة، فقد سبق أن عاش منظمو مهرجان روافد أزون بمدينة العيون سنة 2010 نفس الحرج بعد أن تقدمت طفلة صغيرة نحو الشاب “فوضيل” وبيدها العلم المغربي، قبل أن تفاجأ بمدير أعماله وهو ينتزع من يديها العلم، ليقوم “محمود” الشهير بلباسه للعلم الوطني وتشجيعه للمنتخب، بمحاولة ثانية لكن “فوضيل” تفادى حمل العلم ودمج جملة “عاش الملك” ضمن أغنيته لامتصاص غضب الجمهور، وكان موقف “فوضيل” بمثابة استسلام منه للقصف الإعلامي الذي شن عليه من قبل الصحافة الجزائرية عقب حمله للعلم المغربي في مهرجان الحسيمة وبعدها في مهرجان الداخلة 2009، حيث وضع العلم المغربي على كتفيه واستمر في تقديم أغانيه، وكان قد صرح “فوضبل” خلال الندوة الصحفية التي نظمت على هامش المهرجان قائلا:” شرف لي أن أغني في الصحراء المغربية، وأنا لا أغني في المغرب لأني جزائري فقط، بل لأن المغرب بلدي الثاني”، وهي الجملة التي التقطتها إحدى الصحف الشهيرة بمهاجمة كلما هو مغربي، وشنت عليه هجوما كان نتيجته مشهد العيون 2010.
وبالعودة إلى ما حدث على منصة سلا، فقد كان مفاجأة لمديرة أعمال الشاب مامي قبل أن تكون صدمة له، فقد كانت حريصة على ألا يصل العلم المغربي إلى المغني خلال الحفل، وحاولت جاهدة تفادي ذلك، فكان دورها دور المراقب خلف المنصة، قبل أن تصاب بالصدمة وهي ترى أحدهم يحمل العلم المغربي، متجها نحو الشاب “مامي” حيث وضعه على ظهره وكتفيه، قبل أن يحاول المغني الجزائري تفادي حربا إعلامية في بلده، وحاول التخلص من العلم بطريقة وصفها البعض بالذكية، في حين رآها آخر محرجة للجنة المنظمة، أما البعض فقد استفزه المشهد، والتقطت “أكورا” حسرتهم، حيث قال أحدهم: “مال هاد مامي مقاوم من المقاومين اللي خرجو الاستعمار باش يشرفنا بهزان الراية”، قبل أن تتدخل إحداهن:” هاد الراية ما عرفو لمن يعطيوها اللي جا يلصقوها ليه فوق ظهرو بلا ما يشاورو الشعب”، ثم علّق آخر:” هو جا يغني علاش باغينو يتغطى بالعلم زعما السياسة فوق المنصة”، هذا وفي تصريح لــ “أكورا” اعتبرت إدارة المهرجان أن “مامي” تعامل بشكل عادي مع العلم المغربي، أما مديرة أعمال “مامي” التي سألناها عقب نهاية الحفل عن سبب تعامل المغني بتلك الطريقة، فقالت: “اعفوني لا أستطيع التعليق”، مما قد يفسر بأن أوامر عليا أعطيت للفنانين الجزائريين الذين يزورون المغرب بعدم حمل العلم المغربي لأنه يشكل استفزازا للجزائر.