بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
حديث البثة
في مجلس علم لأحد الشيوخ الفضلاء فتحدث الشيخ في
أثناء درسه عن مسألة فقهية وقال : لم يثبت فيها حديث البتَّة
–يعني بتاتاً – وبعد انتهاء الدرس سأل أحد الحاضرين :
يا شيخ اذكر لنا حديث البتة ، عندها لم يتمالك الحاضرون
أنفسهم من الضحك ، فقام الشيخ بإيضاح الأمر للسائل .
الكل يبكي
حدث ذات مرة في أحد مجالس الذكر أن أحد الشيوخ قام
بوعظ الناس وتذكيرهم بالموت واليوم الآخر وبدأ يرقق
قلوبهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تذكرهم بربهم
حتى هاج المجلس بالبكاء والنحيب ، وبعد أن أكمل الشيخ
موعظته التفت فإذا كتابه قد سرق ! فنظر في المجلس
وإذا الكل يبكي فقال : كلكم يبكي !
فمن الذي سرق الكتاب ؟
أخرجه ابن ماجه
روي أن جماعة من طلبة العلم ذهبوا ليفقهوا الناس في
إحدى القرى ، وحينما اجتمع الناس في المسجد وبدأ أحدهم
يخطب فيهم وكان في أثناء كلامه استدل بحديث
الرسول صلى الله عليه وسلم :
” لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ،
حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ” وقال :
أخرجه ابن ماجه ، فقال كل الحاضرين من القرية :
بارك الله فيه ، بارك الله فيه .. فقد ظنوا أن المقصود
أن ابن ماجه قد أخرج الضب من جحره !
عندها فقط أدرك الخطيب أنه في وادٍ والناس في وادٍ آخر .
وليس الذكر كالأنثى
جاء أحد الشيوخ الأفاضل إلى الجامعة ليلقي على
طلابها محاضرة ، وكان قد اتصف بالزهد ولين الجانب
، ومن رآه ظنه ليس بعالم .
وقف فضيلته أمام بوابة الجامعة بهيئته التي لا تدل إلا على
التواضع الجم ، ولما أراد أن يدخلها قال له الحارس على
البوابة : هذا المكان ليس بجامع ! إنها جامعة .
فقال الشيخ : إني أعرف ذلك ، وليس الذكر كالأنثى .
فكيف بالأسد ؟
كان أحد الوعاظ يلقي موعظة في مجموعة من الرعاة ،
ومعروف أن الرعاة لديهم الكثير من الكلاب التي تساعدهم
في رعي الأغنام ، فنبه هذا الواعظ إلى خطورة
الكلاب وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب .
فأجاب أحد الرعاة مستغرباً :
ألهذا الحد تخاف الملائكة من الكلاب ؟
كيف بهم لو رأوا الضبع أو الأسد فماذا سيفعلون ؟
وأصبح صاحبنا في حيرة ، إذ كيف يفهم هؤلاء أن
الملائكة لا تخاف ، حيث لم يكن لديه من العلم ما يعينه
على التوضيح وإقامة الحجة .
أدب العلماء
كان ابن عباس رضي الله عنهما في مجلس من مجالس
الذكر وحوله تلاميذه ، فأحدث رجل وخرجت الرائحة الكريهة ،
فقال رجلٌ من تلاميذ ابن عباس : أقسم بالله على من أحدث
أن يقوم فيتوضأ ، فلما سمعه ابن عباس رضي الله عنهما قال
لتلاميذه : قوموا فنتوضأ كلنا .
الموت في طلب العلم
دخل إبراهيم المهدي أخو هارون الرشيد على المأمون
وبين يديه جماعة يتذاكرون في الفقه ، فقال له المأمون :
يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء في الفتوى ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : والله يا أمير المؤمنين لقد
شغلنا الندماء والمداحون باللهو واللعب في الصغر ،
واشتغلنا في الكهولة باتباع الهوى وتكاليف الحياة ،
فما انتفعنا بعلم !
فقال المأمون : يا عم ولم لا تتعلم اليوم ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : أو يحسن بمثلي
الآن طلب العلم وقد بلغت من الكبر عتياً ؟
قال المأمون : نعم والله ، لأن تموت طالباً للعلم خير لك
من أن تعيش قانعاً بالجهل .
امتنع عن الخروج
كان الإمام القاضي محمد بن علي الشوكاني
رحمه الله يُقرئ طلبته ” صحيح البخاري ” ،
وكانت تمر به أحاديث الشفاعة التي فيها خروج
أناس من النار من بعد ما حشروا فيها ، وكان
أحد الطلاب ممن يحضرون مجلسه معتزلي العقيدة –
والمعتزلة تنكر الشفاعة الثابتة من خروج بعض
المسلمين من النار – فكان هذا الطالب كلما مرت
أحاديث الشفاعة حاول أن يشوَّش ويعترض ويناقش ويجادل ،
فما كان من الشوكاني إلا أن قال له : عندما يأتون لإخراجك
من النار امتنع عن الخروج ، وقل لهم : أنا معتزلي لن أخرج
أي الاتجاهات ؟
سأل رجل أبا حنيفة فقال له : إذا نزعت
ثيابي ودخلت النهر أغتسل ، فإلى
القبلة أتوجه أم إلى غيرها ؟
فقال له : الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة
ثيابك لئلا تسرق منك
أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف ( القاضي ) رجل فيطيل
الصمت ولا يتكلم ، فقال له أبو يوسف يوماً :
ألا تتكلم ؟
فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟
قال أبو يوسف : إذا غابت الشمس .
قال الرجل : فإن لم تغب إلى نصف
الليل كيف يصنع ؟
فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت
أنا في استدعائي نطقك !
مصير الحصاة !
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها
الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!
فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها
تصيح حتى ترد إلى المسجد .
فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى
ينشق حلقها .
قال الرجل : أولها حلق ؟
قال : فمن أين تصيح إذن !