سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
يستعد قطاع عريض من المغاربة لحلول شهر رمضان المبارك بالمبادرة إلى تطييب المساجد وتزيينها، وتهيئتها لاستقبال الأفواج المتنامية للمصلين خاصة في صلاة التراويح، كما تُحضِّر النساء للشهر الفضيل بتنظيف بيوتهن وتجديد أواني المطبخ، والرجال بتجديد صباغة منازلهم.
ويُعرَف المغاربة بحرصهم على احترام شهر الصيام، وحفاوتهم الشديدة بقدومه، حيث سبق لدراسات اجتماعية مغاربة أكدت ارتفاع مؤشرات تدينهم خلال شهر رمضان، من خلال الإقبال على المساجد وكثافة الأنشطة الإحسانية والتكافل الاجتماعي.
تزيين المساجد والبيوت تيمناً برمضان
وتشهد المساجد في العديد من مناطق المغرب حركية دؤوبة منذ أيام تحضيراً لحلول رمضان، حيث يعمل المتطوعون خاصة من فئة الشباب ذكوراً وإناثاً على تزيين المساجد وإعادة تهيئة أفرشته، وترتيب مصاحفه، وتجديد أجهزته السمعية والصوتية، أخذاً بعين الاعتبار لأفواج المصلين الذين يقبلون على بيوت الله في هذا الشهر تحديداً.
وقال محمد دهبي، متطوع رئيسي في أعمال التهيئة والتحضير لبعض مساجد الرباط، في تصريحات لـ”العربية نت” إن أنشطة الاستعداد لرمضان تشمل تبليط بيوت الله قبل حلول رمضان، وأيضاً تنظيف أرضياتها، وتهيئة زرابيها وحصائرها، فضلاً عن تطييبها بالروائح الزكية.
وعلى صعيد ذي صلة تعمد ربات بيوت مغربيات إلى غسل أواني بيوتهن، خاصة النحاسية منها، وعرضها أمام منازلهن طيلة اليوم، حيث يعتقدن ببركة هذا العمل بحلول الشهر الكريم، تقول الكبيرة الزومي، ربة بيت، لـ”العربية نت” إنها تقوم بهذا التصرف كل سنة قبيل رمضان، لأنه من الفأل الحسن بحلول هذا الشهر على أسرتها.
ويعمل الرجال بدورهم على صباغة جدران منازلهم خاصة باللون الأبيض، أو على الأقل بإعادة صباغتها، اعتقاداً من بعضهم بأن هذا الأمر هو نوع من التبرك بالضيف الذي يحل عليهم كل سنة، الشيء الذي يتيح لهم عيش أيامه بكثير من الأمل والحبور.
عادات جميلة
ويعلق الدكتور محمد بولوز، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات لـ”العربية نت” على هذه العادات بالقول إن هذه العادات الجميلة، من تزيين المساجد وتطييبها وإعدادها لاستقبال عباد الرحمن ولصلاة التراويح، تناسب أصول الاستعداد لشهر رمضان.
وتابع بولوز أن “إشعار أفراد الأسرة والأطفال منهم بالخصوص بحرمة رمضان، والحفاوة في استقباله بالنظافة وتزيين البيوت مما يناسب تعظيم شعيرة الصيام وربطها في نفوس الناشئة بما هو جميل، على أن يفعل ذلك من باب العادات الجميلة وليس جزءاً من العبادات، لأن هذه الأخيرة توقيفية لا يزاد فيها ولا ينقص منها”.
واسترسل بولوز بأنه “من الاستعداد لرمضان الفرح بقدوم شهر رمضان، والاستبشار به لما فيه من المكرمات ومغفرة الذنوب، وأسباب النجاة ومضاعفة الأجور، والفرح بمواسم الطاعات والحزن على فواتها”.
وأردف المتحدث أن “الإعداد للعمل والتفكير فيه والتخطيط له علامة على التوفيق، وأخذ الأمور بما يناسبها من الجد، وأمارة على الصدق في النية والقصد”، مشيراً إلى أن رمضان يستحق هذه المقدمات والممهدات حتى تصلح النية ويصح العزم وتقوى الإرادة.