“أزواج وأقنعة” هو عنوان الإصدار الجديد للكاتبة والصحفية منية بالعافية. المؤلف عبارة عن نصين مسرحيين صدرا عن منشورات “مرسم” ويعالجان إشكال التواصل في العلاقة بين الأزواج.
ويرصد النص الأول “استراق”، تفاصيل من حياة زوجين “لا تجمعهما سوى جدران أربعة، وما أن يوصد الباب، حتى يسقط القناع عن علاقة يعيشانها بالوكالة… علاقة من أجل آخرين ليس إلا…”.
أما النص الثاني الذي يحمل عنوان “زوجان”، فيرصد حياة زوجين “أفقدهما الزمن تواطؤ حياة اثنين، فلم يعد لهما من هم سوى انتظار الابن الذي قد يأتي وقد لا يأتي… فأصبحا زوجين لا غير…”. إنهما نصان يحكيان أجزاء من حياة أزواج جحيمهم ليس الآخرين بل أنفسهم.
وفي تقديمه لهذا الإصدار المسرحي، يقول الدكتور عبد الكريم برشيد: “في هذا الإصدار، أكتشف اليوم كاتبة درامية حقيقية، كاتبة تغوص في أعماق الشخصيات الإنسانية الحية، وترى الوقائع الصغيرة والدقيقة بعين لاقطة، وتتمثل أحوال الشخصيات بإحساس إنساني شفاف ودقيق جدا، وتضع كل هذه الجزئيات في إطار لوحة واحدة حية، لوحة بها أجساد وأرواح، وبها حركة أفقية وأخرى عمودية، وبها أضواء وظلال، وبها حالات ومقامات”.
ويسجل د. عبد الكريم برشيد خصائص الكتابة الدرامية لمنية بالعافية، في نقاط أساسية، منها أنها كتابة تنطلق أساسا من الجزئي إلى الكلي، ومن البسيط إلى المركب، ومن المنظور الظاهر إلى الجواني الخفي، ومن الفعل القريب إلى المعنى البعيد والغريب، ومن الجزئيات العادية إلى المشاهد المركبة تركيبا دراميا ومأساويا، و”لعل هذا هو ما أعطاها سطحا هادئا وبطيئا، وأعطاها عمقا سحيقا زاخرا بالحركة وبالمعاناة الإنسانية الحقيقية…”.
أيضا اعتبر د. برشيد، أن “أزواج وأقنعة” يعتمد على التكثيف والاختزال والعمق، والتشويق الذي “يفجر في القارئ والمتفرج، في المسرحية الأولى، مثلا، نفس الحالات التي تعيشها الشخصيتان، والتي هي حالة الترقب وحالة الانتظار وحالة الخوف وحالة القلق، الشيء الذي يجعل هذا القارئ يشارك الشخصيتين إحساسهما بالألم والخيبة، وذلك عقب انطفاء كل بارقة أمل تشتعل وتنطفئ سريعا في نفسيهما، وتنتهي إلى الخواء وإلى استمرار حالة الوحشة والغياب”.
ومنية بالعافية كاتبة وصحافية، اشتغلت في العديد من المنابر الإعلامية في المغرب وخارجه، وهي حاليا المراسلة المعتمدة في المغرب لقناة “فرانس 24″ الإخبارية. صدر لها سنة 2008، مؤلف “المرأة في الأمثال الشعبية” عن دار “توبقال” للنشر، بالإضافة للعديد من الدراسات حول الإعلام والنوع الاجتماعي والتنمية. وحصلت مناصفة على جائزة أحسن تحقيق صحفي في العالم العربي في “جائزة الصحافة العربية” بدبي سنة 2002، وعلى الجائزة الثانية ل”نازك الملائكة” في القصة القصيرة سنة 2012.
وهي ناشطة جمعوية ومسؤولة نقابية “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، ونائبة رئيسة “مجلس النوع الاجتماعي والإعلام” في الفيدرالية الدولية للصحفيين.