مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح ‘وادي سيليكون فالي’ المستقبل
القيادي في الجماعة، المشهور من شهرة السيدة المصون حرمه، أصبح كاتبا كبيرا متخصصا في علم السياسة نظرا لإلمامه الكبير بتاريخ الأمة الإسلامية وبتاريخ المغرب وبنشأة وتطور الأحزاب السياسية المغربية. ومن عجائب هذا الكاتب الكبير زوج “الست المصون” أنه يعتبر المثقفين والعلماء والإعلاميين والوعاض والتيقنوقراطيين والسياسيين من كوادر المجتمع من صنائع ماكينة المخزن.
ويذكرنا أنه كان على معرفة جيدة بأحد الوزراء الحاليين يقول في حقه: “إلتقيت أحد الوزراء جاء لتقديم العزاء في المرشد، عرفته طالبا متقدا واعيا قويا، لكن عندما أنصت إلى خطابه ونحن في جلسة غير رسمية آنذاك عرفت خطورة الركون، حيث تمسك نار الجهل والعجز والرداءة والزور وكافة الأمراض الفتاكة بالمروءة”.
منذ وفاة الشيخ والصهر زوج السيدة العفيفة الطاهرة، الذي يخاف أن يطاله النسيان يكتب دراسات قيمة من النوع الرفيع، يتحدث فيها عن ألعاب الأطفال، فهو يعرف قبل غيره أنه القيادي الوحيد في الجماعة الذي يتحمل المسؤولية في قيادة الجماعة بدون الانتخاب ويطلب من الجميع أن يترشحوا وينتظروا النتائج إلا هو، لأنهم يعرفون أنهم يوم ترشح في الرباط لنقابة شعبة من شعب العدل والإحسان قبل أن يصاهر الشيخ لم يحصل إلا على صوته، ومن يومها وهو وارث لمقعده في القيادة حتى لا يتم إغضاب الشيخ.
والآن والخلافة انتقلت من آل ياسين إلى بني حذيفة، ووحدها مقرات دار الخلافة وملحقاتها من فيلات وأملاك عقارية ورثتها عائلة الشيخ لأنها كانت مسجلة رسميا باسم الراحل، فإن زوج السيدة المصون الذي كان ولا يزال ماسكا بزمام بيته بيد من حديد، يعرف الشاذة والفادة فيه لا يأتمر إلا بإذنه، له سطوة على ساكنيه، يعشقونه أيما عشق ويموتون فيه حبا وسمعا وطاعة ولا يستبصرون إلا بما شاء، فهو يعيش عيشة هانية ويتفرغ للكتابة رحمة بالشعب المغفل، الذي لا يرى إلا الألوان الأخرى ويهجر لون الخلافيين والخلافيات المخضب بحناء أثينا وصفاء الجزر اليونانية.
الرجل لم يتذكر من الأيام الخوالي إلا أيام جمعية الدعوة في فاس، ونسي أنه كان وأهله عالة على جماعة، وكان كلما تحرك موكب الخلافة في ربوع المغرب تتحرك ماكينة جمع الاكتتابات التي تودع عند علاف المنطقة من المريدين لكي يتكلف بمتطلبات الشيخ وصهره الذي يعشق العلف المجاني، الذي يختاره من أجود الأعلاف وأكثرها طراوة وأغلاها ثمنا، لأن المصاهرة مع دار الخلافة تجعل المريدين ومالهم ملكا مشاعا للصحابي عبد الله ذو الشباب الدائم.
الصحابي عبد الله، وبحكم أنه يتحكم بالكامل في بيته وفي انتظار استكمال تحول دار الخلافة إلى دار الورثة، وحتى لا يقول الناس أنه وأهله ورثوا مالا غير مستحق، فقد تطوع لإعطاء الدروس حول معاوية بن أبي سفيان وبني العباس والفاطميين وعهد المماليك، ووحدها دار الخلافة محصنة بالكامل ضد الفكر الشمولي والإستبدادي، فبشرى لنا وهنيئا لنا ولتسقط كل الألوان والحوانيت السياسية والنقابية والإعلامية والعلمية والدينية حتى نحيا جميعا في آتون اليونانيات الآتينيات على درب الخلافة والمرشد العام.
أكورا بريس