بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
حسن المخ، وضعية صحية كارثية (تصوير: أكورا بريس)
أكد وزير الصحة “الحسين الوردي” في أحد تصريحاته، على أن التوجه الاستراتيجي الذي ينهجه المغرب والمتمثل في التركيز على الجانب الاجتماعي، تعزز مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 2005 ومع خلق صندوق التضامن الاجتماعي مؤخرا، وقال في إحدى تصريحاته بالحرف:”هذه الخيارات أصبحت أساسية بالنسبة لبلادنا بعد دستور 2011 المتقدم جدا والذي أصبح يعتبر الحق في الصحة والعيش الكريم والتعليم والتكوين كحقوق أساسية على الدولة أن تسعى لتفعيلها.”
فيديو (1):
كيف إذن، تتكرر حالات طرد المواطنين وحرمانهم من حقهم في العلاج؟
حسن المخ.. الشاب الفقير الذي طرد من مستشفى العاصمة وحرم من العلاج
تعود قصة الشاب “حسن المُخ” (28 سنة) المنحدر من قلعة السراغنة، إلى تاريخ 30 دجنبر 2012 حيث تعرض رفقة 4 أشخاص آخرين إلى حادثة سير خطيرة بالقرب من منطقة المعمورة بمدينة سلا، “المخ” أُدخل العناية المركزة بمستشفى ابن سينا بالرباط لأسبوع كامل، وسط إهمال من طرف إدارة المستشفى حسب روايته ورواية أقربائه.
الحادث تسبب للشاب “حسن المخ”، في اقتلاع عظم كاحل رجله اليمنى، كما تسبب في تمزق الحجاب الحاجز الذي يفصل بين القفص الصدري والتجويف البطني حيث صعدت محتويات التجويف البطني (المعدة، الكبد، الأمعاء) إلى صدره، أجريت على إثرها عملية جراحية، وفي هذه المرحلة لم ينتبه الأطباء ولا الممرضين إلى ما حدث في الفقرة العجزية التي توجد أسفل الظهر بين الفقرة القطنية من فوق والعصعص من تحت، حيث أحدث ثقب في المنطقة تكونت فوقه قطعة لحمية تؤدي مباشرة إلى الإصابة بداء السرطان إذا ازداد تعفنها حسب رواية أحد الأطباء، وبعد أن تم اكتشاف ذلك في اليوم 16 له بالمستشفى، وفي تصرف يثير الدهشة، قرر الطبيب المشرف أن يصف له 3 أنواع من الأدوية، مع مغادرة المستشفى لمتابعة العلاج !!
العملية ببساطة هي عملية “طرد” دون علاج، فكيف يترك مريض في حالة مأساوية بهذا الشكل؟ “أكورا” في زيارتها لمكان تواجد الشاب “حسن” وقفت على حجم الرائحة التي غطت حجم الاوكسجين الضعيف الذي يدخل بيتا من بيوت الصفيح بحي العكاري بالرباط، حيث لا توجد نوافذ ولا منافذ لخروج هذه الرائحة، في بيت يتكون من غرفتين تعيش فيه خالة الشاب رفقة زوجها و3 من أبنائها، وبعد الحادث انتقلت والدته من مدينة أكادير إلى الرباط لمرافقة ابنها الذي لا يستطيع الحركة.
المستشفىى تطرد “المخ” لكنها تنصحه بمتابعة العلاج بمبلغ 700 درهم يوميا فقط !!
فيديو (2):
حالة “حسن المخ” مأساتها لا تأتي فقط من عملية الطرد اللاإنسانية التي تعرض لها، فوضعه الاجتماعي جد مقلق: عاش يتيما من أبٍ لازال على قيد الحياة، بعد أن طلقت والدته وهو في عامه الثاني، دون أن يتحمل والده نفقته، وتكلفت والدته بمسؤولية إعالته وتربيته، ولحد الآن “حسن” لا يتوفر على عمل قار، فقد كان يعيش على مهن حرة، تدخل ضمن عالم “البريكولاج”، تارة يشتغل صباغا، وأحيانا بالتجارة، وكما قال:”مع اللي جاب الله”، بأجرة يومية أو أسبوعية.
فيديو (3):
وحتى لا نظلم مستشفياتنا، يجب أن نعترف أنهم يطردون المرضى “طردا لطيفا” وليس “تعسفيا”، فقد تم نصح والدة “حسن” من طرف إحدى السيدات، لم يُعرف ما إذا كانت ممرضة أو بمنصب آخر داخل المستشفى، بأن يتابع علاجه بمصحة خاصة، حيث سيُعتنى به مقابل 700 درهم يوميا، وبذلك فالمستشفى “تطرد المريض مع نصيحة مجانية” !
ما موقف وزارة الصحة من تكرار فضائح إهمال وطرد المرضى؟
حالة “المخ” تعود بنا إلى شهر يناير 2012، حين طرد مريض مسن من إحدى مستشفيات مدينة خنيفرة، وإلى فضيحة المريض “محمد شنوف” بمستشفى ابن طفيل بمراكش، بعد أن أقدم طبيب جراح على طرده من غرفة العمليات وهو مجرد من ثيابه في 27 من غشت 2012، وكان هذا المريض بصدد إجراء عملية جراحية لبتر أحد أصابع رجله، ثم تاريخ 30 من غشت 2012، حين أعلن عن وفاة المسمى قيد حياته “عبد الرحيم عداش” بعد أن طاله الإهمال بمستشفى الغساني بفاس.
إلى متى؟
أكورا بريس/ ربورطاج/ خديجة بـراق