يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
“جيل بيرو يعود إلى المغرب”، “القصر يدفع فواتير إقامة جاك شيراك”، “ولد عبد العزيز يرفض استقبال مبعوث محمد السادس”، “أوباما يستثني الملك من الشكر”، “المقرر الأممي الخاص بحرية الرأي والتعبير يزور الصحراء”، “انخفاض قيمة الدرهم المغربي مقابل الأورو والدولار”، “السود الأصليون يتظاهرون في العيون ضد التمييز الممارس عليهم”، “موجة من البرودة تصيب العلاقات المغربية الجزائرية”، إنها عينة من عناوين صحيفة الكترونية جنسيتها لا تهم حتى لا يحاسب الناس على انتماء لا يحبونه ولا يتذكرون الانتماء والهوية إلا إذا كان الصنبور غزيرا، أما وقد جف معينه اليوم فالأولوية لقضايا العسكرتارية العريبة. الأوضاع في المغرب يعرفها الناس جميعا، ومن حق كل مهتم أن يقيمها ويأخذ موقفا انطلاقا من الزاوية والخنذق الذي يرتضيه لنفسه، فأيا كان الخنذق، وأيا كانت الزاوية فلن يجد الكلام ضالته إلا في الانتماء. نختلف في كل شيء ولكن لا نختلف في أن نحمي جغرافيتنا بما لها وما عليها.
يتذكر صغيرنا وكبيرنا أن الحسن الثاني رحمه الله لم يكن يطلب من الصحراويين الموالين للجزائر إلا العَلَمَ والتنبر، أي الطابع البريدي أما الباقي فهو قابل للنقاش مختزلا بذلك رحمه الله إشكالية الهوية والإنتماء إلى المغرب، فليس كل من سكن في الرباط وتجول ليلا نهارا في مقاهيها ومطاعمها وضاجع بعض مراهقاتها فهو من أهل الرباط…
العناوين السابقة لا تعني إلا شيء واحدا الانتماء إلى الآخر الذي لا يحب المغرب، الآخر الذي لا يمكننا أن نغير الجغرافيا من أجله، وأنه باق إلى جوارنا ولن يتبدل ما دام أن بيننا من يروج للكذب من أجل عيون العسكرتارية العربية.
– أوباما لم يشكر محمد السادس: فهل يتصور أحدنا بروتوكوليا ألا تتلقى الرباط رسالة جوابية على رسالة الشكر التي وجهتها الدولة المغربية إلى المرشح أوباما بعد فوزه في الإنتخابات، ولكن أخونا الصغير ولد باه يريد أن يرسخ لدى الرأي العام قناعة أن الرئاسة الأمريكية لا تحب المغرب. أمريكا وغير أمريكا يحبون أولا بلدانهم ويدافعون عن مصالحها.
– المغرب يؤدي فاتورة إقامة رئيس فرنسي سابق في المغرب: والسؤال الأهم لماذا لم يختر هذا الرئيس السابق أن يقضي جزءا من إقامته في الخارج في “الرابوني” أو قرب قصر “المرادية” في الجزائر العاصمة، هذا هو السؤال؟
لماذا لم يختر أن يقيم خارج فرنسا إلا في المغرب، فجاك شيراك ليس في حاجة إلى إقامة “بليكي” حتى ولو تحمل المغرب مصاريف مستلزمات الحماية الأمنية لمقام رئيس سابق في المغرب بالتنسيق مع الدولة الفرنسية.
لكن الصغير ولد باه يريد أن يعاقب الرئيس الفرنسي لأنه اختار المغرب كعادته ولم يختر غيره من دول الجوار التي يموت فيها الصغير ولد باه حبا.
– ولد عبد العزيز يرفض استقبال مبعوث ملكي: فبعدما روج الصغير ولد باه لوقوف المغرب وراء الاعتداء على رئيس الجمهورية الموريتانية ولم ينشر النفي الرسمي لهذا النبأ الزائف من طرف السلطات الموريتانية حتى يدفع السلطات المغربية والموريتانية إلى الكشف عن كل تفاصيل الاتصالات بين البلدين على أعلى مستوى وذلك خدمة للآخر القابع وراء الحدود.
لافتة وراءها أربعة أشخاص وعنوان كبير يتحدث عن محنة السود الذين سماهم بالأصليين في العيون على الرغم من أن الصغير ولد باه يعرف أن إشكالية “البيضان والزنوج” هي إشكالية غير مغربية، فيمكن أن يتوسع فيها خارج المغرب فله أكثر من نموذج في المنطقة المغاربية إلا إذا كان لا يريد أن يمس بالولاء إلى “المرادية” وذويهم من العسكرتارية.
– موجة من البرودة تصيب العلاقات المغربية الجزائرية: وهذا هو العنوان الرئيسي في لعبة تعدد الأقنعة. كان لابد للعنوان أن يحنط التاريخ ويقفز على مأساة المغاربة الذين هجروا من ديارهم في 1975 وحرموا من أملاكهم وتم شحنهم إلى الحدود المغربية الجزائرية بقرار من الحاكم الأبدي لقصر “المرادية”، الراحل هواري بومدين يوم توهم، كما يحصل لبعضهم اليوم، أن الوضع في المغرب هش وأن طرد 35 ألف مغربي دفعة واحدة من الجزائر وتحميل الرباط مسؤولية إيوائهم وتغذيتهم وتشغيلهم من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدولة المغربية.
الصغير ولد باه أراد أن يفهمنا أن قرار طرد المغاربة كان رد فعل على المغربة، ولم يكن خاضعا لحسابات قصر “المرادية” بعد المسيرة الخضراء في إطار معاداة المجهود الوطني لاستكمال الوحدة الترابية للمغرب.
الصغير ولد باه آمن كما آمن بعض السفهاء من قبله أن الوضع هش، وأن الأخبار الواردة خلف الجدار تشجع على ذلك.. وأن و أن و أن، وأنه لا ينقص إلا حملة إلكتريكية لكي تنقلب الأوضاع، وأن تحاليل المقيم العام في الجارة الأيبيرية ومرجعه الأمريكي المشفوعة بحفنة من الأوروات كافية لقلب الأوضاع.
و حتى ينالنا حب الصغير ولد باه نقول معه أن الوضع أكثر من هش حيث وصحبه يتخندقون، وأن الوضع في الجزائر وتندوف متماسك جدا وأن الجارة الجزائر مظلومة، وأنها لم تكن تدافع إلا عن نفسها في كل الخطوات التي خطتها منذ هزيمتها في حرب الرمال، وأن الديمقراطية في الجارة الشرقية تعتبر نموذجا في المنطقة المغاربية، وأن الربيع العربي لم يطلها لأن الجنرالات كانوا أكثر من ديمقراطيين، وأنهم لم يعبؤوا يوم أول وقفة في الجزائر العاصمة إلا 25 ألف شرطي ناهيك عن العسكر، وأن المواطن الجزائري مسموح له أن ينظم وقفات يومية، وأينما أراد وأكثر من مرة في اليوم، وأن حقوق الإنسان بخير، وأن المقرر الأممي “منذر” لم يزر الجزائر لأنه مطمئن غاية الاطمئنان على احترام الجارة لكل المواثيق الدولية، وأن المقرر الأممي حول حرية التعبير لن يزور تندوف وسوف يزور فقط العيون، لأن في تندوف كل الناس تعبر صباح مساء عن كل دواخلها وأن “لاجودان” عبد العزيز ولد باه الحاكم بأمره في تندوف يعشق التعبير وحرية التعبير، ويسمح لكل زوار مخيمات تندوف بالتجول بكل حرية كما حدث أيام الزيارة الميمونة، زيارة الفتح العظيم التي قام بها الصغير ولد باه إلى سوق عام بتندوف.
حمو أوليزيد الأكوري