يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بقلم: حسن أبوعقيل – صحفي مغربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية
بعد التصفيق للتنويه بالانفتاح وتكريس الدستور، تعود حليمة لعادتها القديمة وتنزل بثقلها على الصحفيين مسخرة فيالق البوليس لتعنيفهم بالضرب والركل باعتبار أنهم قوة رادعة لكل من يسيل المداد وينشر الكلمات على صفحات المنابر الإعلامية سواء الورقية أو الإلكترونية.
وما دعوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية للوقفة الاحتجاجية يوم عيد السلطة الرابعة لدليل على السخط والشجب على كل التدخلات القمعية الوحشية من أجل ترهيب الجسم الإعلامي بجميع مكوناته فمن يتحمل المسؤولية ؟
رجال الأمن هم موظفون يعملون تحت ظل الأوامر العليا، فهم ينفذون فقط ما أتاهم من تعليمات ولو كانوا مكرهين (…) المسؤولية الأولى لا يتحملها وزير الداخلية كذلك ولا يمكن لوزير الداخلية إصدار أمره إلا بتوقيع من رئيسه وهنا الكارثة فرئيسه هو رئيس الحكومة اعتبارا أنه رئيس السلطة التنفيذية فبتوقيع مفوض يخول صلاحية وزير الداخلية لإصدار تعليماته من أجل التدخل وتعنيف الصحفيين، وهنا نسقط الاتهام على كل من وزير الداخلية وموظفيه الساهرين على حماية المواطنين .
فالسيد رئيس الحكومة هو المسؤول الأول والأخير وهو المعني أمام الشعب وأمام الله سبحانه تعالى يوم الحساب والعقاب، إذا كنا سنعيش حالة الماضي القمعي بتاريخه الذي نأمل طيه فلسنا في حاجة لأي حكومة ترفع عصا الطاعة على شعبها، على مواطنيها الذين لا يرغبون في إسقاط الدماء ولا يزالون يتمسكون بأخلاقهم وتربيتهم رغم الاستفزازات ورغم كل حالات التعنيف من ضرب وركل وسب وشتم، وهذا لا يعني أن المواطن مكثف الأيدي وأنه ضعيف، إنك السيد رئيس الحكومة بأسلوبك الجديد القديم في ظل دستور حكيم تخرق القانون وتحرض المواطن ليشعل النار ويسيل الدماء فالظلم ظلمات يوم القيامة، حيث لا ينفع المنصب ولا السلطة .
قولي هذا لا يدخل باب التهديد، لأني مواطن مغربي أحب بلدي أكثر من أي كان في الحكومة أو ل ايزال يمارس، وملكي أبا عن جد أكثر ممن صعد على أكتاف المواطنين أو من صناديق الاقتراع (..) رأس مالي قلم مداد جاف وورق أبيض ومنبر إعلامي يعتمد على نفسه .
فلا يعقل أن يبقى الصحفي مذلولا أمام قوات الأمن أو قوات الردع , ولا يعقل أن يبقى المغاربة في صراع بين الأجهزة الأمنية مع العلم أن الواجب يتطلب التعاون والتعايش، وليس خلق الهوة بين الأمن والجمهور وليس في صالح البلاد والعباد خاصة في ظروف الحراك الذي لا يزال متواصلا والأزمات الخانقة التي تعرفها البلاد ماليا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وإعلاميا .
ما يغيب عن رئيس الحكومة بن كيران، أن الصحافة تقوم بواجبها بتغطياتها الإعلامية سواء في الملتقيات والتدشينات والإحتجاجات السلمية ولا علاقة لها مع المنظمين لأي تظاهرة أو مظاهرة أو احتجاج فتغطياتهم عمل وواجب ورسالة مهنية والتدخل السافر لقوات الأمن يشكل خرقا على كل المستويات الدستورية والقانونية وإلا فتمزيق الدستور أشرف من أن يبقى حبرا على ورق في دولة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وبتصرفاتكم هذه المشينة تجعلون أعداء الوطن يشمتون ويستهزؤون من الشعب الذي خلق الاستثناء وأعطى درسا تاريخيا في السلم والاستقرار والأمن كما قالوا في هذا التدخل العنيف لرجال الأمن :” هذا هو التكريم الذي يستحقونه بعد صمتهم أمام الشعوب العربية ” فبالله عليك يا رئيس الحكومة لا تنس بأن أكتاف الشعب هي من أعلتك وجعلتك في منصب المسؤولية لتقود البلاد والعباد ولتزرع الحب المفقود وليشهد عليك التاريخ بحكمتك وتبصرك لقضايا الشأن العام فأين كرامة المواطن الذي يدافع عن مطالبه هل العصا سياسة للتنمية المستدامة أم حكرة وتذليل وتخويف وترهيب .
أليس من حق الصحافيين مزاولة مهامهم، حيث ينص الدستور على حرية الصحافة و الحق في الولوج الى المعلومات بغية تعميم الفائدة من خلال الإخبار ؟ أليس من حق الصحفي أن يتواجد في قلب الأحداث وأن يشتغل في إطار حقوقه المهنية وما تخوله له القوانين الدولية ؟
إما أن نكون أو لا نكون ولا يمكنك السيد عبد الإله ( باش انت تاكل الخبز والصحفيين اللا ) أو ( أن تمارس مهمتك والصحافيين اللا )
فما عليك من واجب سحب توقيعك بالتفويض لوزير الداخلية باش يبقى الأمن يتدخل بهذه الطرق الإستفزازية، فلسنا في مخيمات العار بتندوف أو مخيمات الحمادة ولسنا انفصاليين حتى يمارس علينا مثل هذه الأشكال من الردع الذي يقابله رسالة وواجب مهني دستوري قانوني لا أقل ولا أكثر … وتبقى وسائل الاحتجاج كثيرة .