الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
لاجئات سوريات قاصرات
تجلس هنا وهناك، فلا تسمع حديثا هذه الأيام إلا عن الزوجة السورية التي يمكن الزواج منها بمائة أو مائتى دينار، وما عليك إلا أن تذهب إلى المفرق أو عمان أو “الرمثا” أو “إربد” أو “الكرك”، لتختار حورية من حوريات الشام، لأن أهالي هؤلاء يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، دون شروط، مجرد مهر عادي، وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأي زواج، حتى لو تقدم لها الأغبر الأشعث”.
كان ذلك نص خبر نشرته إحدى الصحف الأردنية تحت عنوان ”أردنيون يستغلون الأحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات”، على هامش انتشار ظاهرة زواج ” المتعة” من اللاجئات السوريات في الأردن .
ولكن تلك الظاهرة قد انتشرت لتصل إلى أكثر من دولة عربية ”إسلامية” – شكلا وليس موضوعا – منها السعودية والعراق وغيرهم، حتى أن تقرير لإذاعة صوت هولندا قد أشار إلى تزايد عدد الطلبات التي تقدم بها سعوديون للسفارة السعودية في الأردن للموافقة على طلبات الزواج ما بين سعوديين وسوريات مقيمات في الأردن .
500 ريال سعودي للفتاة الواحدة !
وأضافت صحيفة ”الدستور الأردنية” إن الزواج من القاصرات يتراوح تكاليفه ما بين 100 دينار (500 ريال سعودي)، أو 200 دينار (1000 ريال سعودي)، وقد نتج ذلك عن رغبة أهاليهن فى سترة بناتهم، ومن ثم يقبلون بزيجات عاجلة لهن.
وحسب بعض المؤشرات، فإن هناك إقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 أو 15 من العمر خوفا عليهن من التعرض للاغتصاب !
هذا وقد أشارت تقارير إخبارية شهدت عليها منظمة “اليونسيف” عن تعرض لاجئات سوريات في محافظة النجف بالعراق لمضايقات والإجبار على زواج المتعة من قبل حركات دينية .
شيوخ:الزواج منهن واجب !
فقد نشرت صحيفة ”الفجر الجزائرية ” أن عدد من أئمة المساجد في أرجاء مختلفة من البلاد حثوا الجزائريين في خطب الجمعة على الزواج بـ” السوريات اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب على الفرار نحو الجزائر “.
وأكد الخطباء على ”ضرورة أن يستر كل جزائري مقتدر حتى و إن كان متزوجاً هؤلاء اللاجئات لانتشالهن من الشارع” !
ردود أفعال
وفي هذا السياق قالت أستاذة جامعية جاءت كلاجئة إلى الأراضي العراقية لمراسل إحدى الوكالات السورية عبر اتصال هاتفي، إنها تعتزم إقامة دعوى قضائية ضد رجال مكتب المجلس الإسلامي الأعلى في محافظة النجف بالعراق، الذين اقتادوا 15 فتاة وأعادوهن بعد يومين وهن فاقدات العذرية بعد أن زوجوهن زواج متعة بالإجبار، وفقا لـ”شبكة البصرة”
كما كان رد فعل مواقع التواصل الاجتماعي على الشهوانية التي تدفع بعض الرجال لاستغلال ظروف تلك اللجئات بدلا من مساعدتهن على التغلب على ظروفهن القاسية له صدى واسع، فقد ظهرت صفحة ” لاجئات لا سبايا ” وهى صفحة تابعة لمجموعة من الشباب السوريين الذين انتفضوا لأجل كرامة السوريات وحتى لا يكونوا بضاعة رخيصة في سوق النخاسة تحت مسميات الزواج و السترة – بحسب وصفهم-.
أما على تويتر فقد خرج الكثيرون لرفض تلك الظاهرة فيقول ”محمد الراسي ”: أهل اللحى الزائفة تهافتوا على اللاجئات السوريات لأنهن جميلات أما لاجئات بورما ودارفور الچياكر مساكين يبقين لاجئات عانسات” فى اتهام صريح لمن ينادوا بالزواج من القاصرات.
وأضافت إحدى الفتيات من الكويت فى نفس السياق قائلة ”لماذا الشيوخ الذين يدعون للزواج من اللاجئات السوريات لم يدعو من قبل للزواج من اللجئات الصوماليات مثلا.. فكلهم لاجئات.!
أما سامي ناصر فقال” أي بشرٍ هؤلاء الذين بدأوا بالدعوة للزواج من الأرامل السوريات اللاجئات بدعوى الستر !؟؟ مستذئبون يرتدون لباس الآدميين !! قبح الله وجوهكم”
”من يقول اليوم إن تزويج اللاجئات القاصرات السوريات حلال ويبحث عن النصوص الشرعية لإقناعنا , لا أجد فارقا بينه وبين الشيطان , نعم الشيطان” وكان ذلك رأى أحد رواد الموقع من تونس .
ووصفت ”وفاء زيدان” هؤلاء الرجال بالمغتصبين قائلة :ليس من المروءة استغلال ضعف اللاجئات السوريات والزواج بهن مقابل دينار أردني واحد ثم التفاخر باغتصاب الإنسانية هذا علناً”
حكم الشرع
زواج المتعة هو أن يتزوج الرجل المرأةَ إلى أجل معيَّن بقدر معلوم من المال، والأصل في الزواج الاستمرار والدوام، أما الزواج المؤقت – وهو زواج المتعة – كان مباحاً في أول الإسلام ثم نُسخت الإباحة، وصار محرَّماً إلى يوم الدين .
عن علي رضي الله عنه : ” أن رسول الله صلى الله وسلم نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر، ” وفي رواية : ” نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية .”