المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
الصورة: المرحوم الحاج امحمد تيموري
انتقل إلى عفو الله تعالى ومغفرته، يوم عيد الفطر المبارك فاتح شوال 1433، الموافق لـ20 غشت 2012، المشمول برحمة الله الفقيه العلامة الحاج امحمد تيموري الإدريسي الشناني العميري عن عمر يناهز 82 عاما بمستشفى الشيخ زايد بالرباط.
ووري جثمانه الثرى بعد ظهر ثاني العيد وبتوصية منه بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء إلى جانب ضريح زوجته ورفيقة دربه المشمولة بكرم الله وعفوه خديجة العيساوي.
جمع الفقيد خلال حياته بين قيم الأصالة والحداثة، إذ تلقى تعليمه العتيق بالكتاب حيث حفظ القرآن الكريم كاملا عن سن 12 سنة، ما بين مسقط رأسه بني عمير والشاوية نواحي سطات وأولاد الطراف بقلعة السراغنة.
ومن تم التحق بجامعة بن يوسف بمراكش، حيث درس أصول الأدب العربي والشريعة الإسلامية.
عرف عن الراحل استماتته في القيام بالواجب بنكران الذات ولم يهتم بتسليط الأضواء على شخصه وكذلك تعامل مع مشاركاته في العديد من الأنشطة التي كانت تقوم بها خلية بجامعة بن يوسف تابعة للحركة الوطنية آنذاك ضد الاستعمار الفرنسي. الشيء الذي أفضى إلى اعتقاله مرتين حيث تمت المناداة، في الأولى من قبل سلطات الاحتلال، على والده ليوقع التزاما بعدم عودة ابنه إلى ممارسة العمل الوطني وتهديده بإنزال أشد العقوبات في حال العود وبعدها جرى إطلاق سراحه. وفي مرة ثانية اعتقل وتم طرده من مراكش إلى مسقط رأسه بني عمير حيث تم تسليمه إلى الحاكم الفرنسي. وقد أرغمه هذا الأخير على الالتحاق بإحدى المجموعات المدرسية هناك. ورغم أن الراحل اعتبر أن إلحاقه الإجباري بقطاع التدريس هو أيضا نوع من النضال والوطنية ضد رواسب الجهل والتخلف التي كانت تنخر جسد المجتمع المغربي، فإن ذلك لم يحل بينه وبين الإبقاء على روابط خلية بن يوسف التي كان ينتمي إليها أيضا المرحوم الفقيه البصري. إلى أن أفضى ذلك بعد مدة إلى إقدام سلطات الحماية على توقيفه عن ممارسة وظيفته التعليمية.
ويضم ملفه الوظيفي بوزارة التربية الوطنية رسالة في هذا الشأن بعث بها إليه المفتش الجهوي للقطاع غداة الاستقلال يخبره فيها بأن الوزارة تنكب على معالجة ملفه وباقي ملفات زملائه الموقوفين لأجل أنشطتهم الوطنية.
بقي الفقيه العلامة والمربي الأستاذ الحاج امحمد تيموري رحمة الله الحامل للكتاب العظيم يتلوه ويجوده إلى أن وافته المنية. وكان يؤمن بالعلم الذي ينتفع به ولذلك فإنه كان يؤدي مهامه التربوية بكل تفان وإخلاص الشيء الذي مكنه من أن يخلف بصمات واضحة في تنوير عقول من تعاقب على التتلمذ على يديه من الأجيال الشابة خاصة بثانوية الكندي في الفقيه بن صالح التي اقترن ذكرها بمجموعة من خيرة المربين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال ينتظر.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم أبناء الفقيد وبناته وكافة أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة بالشكر الجزيل إلى كل من واساهم في هذا المصاب الجلل من مسؤولين وأقرباء وأصدقاء ومعارف، سائلين الباري جل وعلا أن لا يريهم مكروها في عزيز لديهم.
وراجين من الله العلي القدير أن يسكن الفقيد العزيز جنات النعيم إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين ومن أوتي علما ورحمة من الله العزيز الحكيم.
وأنا لله وإنا إليه راجعون.