يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
مخيمات تندوف سجن تقوده جبهة البوليساريو
في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون أن تقرير مؤسسة “روبرت كينيدي” الحقوقية سيكون غير واقعي، وسيفاجأ الرباط، بالنظر إلى سلك قيادة ما يسمى بالبوليساريو طريق الخداع والأفلام الهوليودية، فقد أشارت مصادر إعلامية أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يقوده الجزائري “عبد المالك درودكال” ويتلقى تداريبه في صحراء الجزائر، خطط للقيام بعملية خطف نوعية لـ “كيري كينيدي” رئيسة المؤسسة الحقوقية أثناء زيارتها لمخيمات “تيندوف.”
وكان تقرير أصدرته مجموعة التفكير الأميركية “كارنيجي إندومنت” قد حذر من أن المصالح المشتركة والتواطؤ الواضح بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجبهة البوليساريو تعتبر محركا لتنظيم إرهابي ستكون له انعكاسات “لا حصر لها” على استقرار وأمن المنطقة.
وفي نفس السياق، اعتبر “بيتر فام” مدير مركز “ميكاييل أنصاري” التابع لـ “أتلنتيك كاونسيل” أن خيار الاستقلال كحل لقضية الصحراء سيؤدي إلى ميلاد دولة “تافهة وغير قابلة للحياة” ستكون “لقمة صائغة” لتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا.
كما أكد “بيتر فام” أن المقاتلين المحليين والدوليين الناشطين بهذه المنطقة “يُشكلون تكتلات لا تهدد الأمن الإقليمي فقط٬ ولكن منطقة أوروبا وأميركا الشمالية أيضا”٬ مشيرا إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي يدعمون المخطط المغربي للحكم الذاتي٬ كما أن كاتبة الدولة في الخارجية الأميركية “هيلاري كلينتون” كانت قد وصفت هذا المقترح بـــ”الجدي وذي المصداقية والواقعي”.
وأوضح التقرير أن “الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعمل بإصرار على تقوية علاقاتها بتجار المخدرات في مخيمات تندوف، الذين تغلغلوا فيها على نطاق واسع من خلال تجنيد شباب يشعر بالإحباط”.
التقرير أيضا أشار إلى تورط شباب المخيمات في تهريب المخدرات بالمنطقة، الذي أضحى حقيقة مثيرة للقلق، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب: “يعانون من تنامي عزلتهم اجتماعيا وغياب التوجيه، ولا يتوفرون على أي أفق”.
وحذر معد التقرير “أنور بوخارس” من النشاط الإجرامي المتزايد والتوترات الاجتماعية في مخيمات تندوف التي تشكل بذلك تهديدا آخر على الاستقرار والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل ككل.
وأكد أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومختلف شبكات الاتجار في المخدرات تتغذى من النزاعات الإقليمية.
ودعا تقرير “كارنيجي إندومنت” إلى إيجاد حل للنزاع حول الصحراء من خلال تحفيز الأطراف على التفاوض بشأن تسوية تركز على الحاضر والمستقبل بدل البقاء رهن إيديولوجيات موروثة عن الحرب الباردة.
وأكد في هذا السياق أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل أرضية جيدة للتفاوض لحل هذا النزاع الإقليمي.
ومن جهته ذكر “بيتر فام” الذي له عدة أعمال حول تنظيم القاعدة والقضايا الجيو- استراتيجية المتعلقة بالقارة الإفريقية٬ بأن “هذا المقترح٬ الذي يتيح حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية مع إدارة محلية منتخبة”٬ حظي أيضا بتأييد كل من رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للكونغرس٬ وعدد من الشخصيات البارزة داخل المؤسسة التشريعية الأميركية.
وفيما يرى مراقبون أن الأمر يعطي نموذجا عمليا مسبقا عن “الوظيفة المستقلبية” للدولة الفاشلة التي يراد لها أن تقوم في الصحراء ودون مقومات حقيقية للدولة، مقتطعة مساحات من التراب المغربي، يرى آخرون أن الجزائر تعمل بوقوفها خلف انفصاليي الصحراء، ودون وعي من أصحاب القرار فيها، على التمكين للإرهاب الذي تبذل من جهة مقابلة جهودا كبيرة لمقاومته.
على مستوى آخر وحسب الجزيرة نت، فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قال إن جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وافقت بطلب منه على تمديد مهلة منحتها للسلطات الجزائرية للإفراج عن معتقلين مقابل إخلاء سبيل نائب القنصل الجزائري “طاهر التواتي” الذي تهدد الجماعة بتصفيته إن لم تُحقق شروطها.
وقالت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في بيان قرأه نائب أمير منطقة الصحراء فيها “نبيل أبو علقمة” إن جماعة التوحيد والجهاد وافقت على طلب من التنظيم ومنحت السلطات الجزائرية مهلة إضافية لا تتجاوز ثلاثة أيام تبدأ من الأربعاء 29 غشت الجاري وتنتهي الجمعة 31 من الشهر نفسه.
واتهم تنظيم القاعدة عبر نفس البيان، جنرالات الحكم في الجزائر بالتفريط وعدم الاهتمام بحياة الجزائريين “تحت ذريعة عدم الرضوخ لمطالب المجاهدين”، في حين أن دولا كبرى كفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وإسبانيا “تفضل حياة مواطنيها على شعارات مكافحة الإرهاب، وتفرق بين القرارات المصيرية ومصالح شعوبها وبين الشعارات العامة وهذا ما وقع في أكثر من مرة”.
أكورا بريس