في الإخلال بالاحترام الواجب لوكالة الأنباء الفرنسية ومراسلها الأستاذ الجامعي

من حيث المبدأ لا يمكنني إلا أن أتضامن مع كل الصحفيين الذين يطالهم العنف أثناء ممارستهم لمهامهم أيا كان مصدر العنف، غير أن ما حدث يوم الأربعاء الماضي أمام البرلمان يستدعي أكثر من وقفة تأمل حول الذي جرى و تداعيات الذي جرى.

وقفة لمجموعة من الأشخاص تجمع جميع المصادر على أنهم كانوا قلة ربما عشرة أو عشرين شخصا، فكم كان بينهم من الصحفيين، أكيد أنه أكثر من واحد لأن بيان النقابة الوطنية ينعي ستة صحفيين تعرضوا لنيران صديقة و مع ذلك فوحده واحد إستحوذ على الحدث، فهل لأنه تعرض لعنف مبرح أو أصيب إصابات خطيرة؟ أبدا، الأمر بسيط ففي دهن القوات العمومية مراسلو وكالات الأنباء الغربية لا يمكن ألا يكونوا بشعر ذهبي و عيون زرقاء و قامات رفيعة و يحملون ما يدل على إنتمائهم لمهنة المتاعب، لكن هذه المرة سقطوا في الفخ و لم يفطنوا إلى أن كحل الراس الذي كان يكلم البوليس باللهجة المغربية و ينعت بعضهم بكلام ساقط تعودوا على سماعه في شارع 20 فبراير لم يكن إلا مراسلا لوكالة أنباء أجنبية و أنه حماية فرانسيس.

فمن أجل مسيو بروكسي اعتذر وزير الإتصال و فتحت وزارة الداخلية بحثا في الموضوع و أصدرت بيانا توضح فيه ملابسات الحادث الأليم و المصاب الجلل الذي أصاب صاحبة المهابة جلالة السلطة الرابعة و أميرها المبجل مسيو بروكسي الذي كان بارعا في استدراج الأضواء حول نفسه في وقفة باهتة لا من حيث الكم و لا الكيف.

يعرف الجميع أن مكان مسيو بروكسي الحقيقي يوم الأربعاء لم يكن في جنبات الشارع بل وسط نفر الولاء للحرية فهو لم يمارس إلا حقه في التظاهر و لم يكن منطقيا إلا مع نفسه كأستاذ جامعي في جامعة سطات يمارس الصحافة بحثا عن دور لنفسه خارج السياق و هذه المرة تحت الحماية الفرنسية.

يتذكر الجميع أن اعتماده كصحفي مغربي أجنبي لم يكن أوتوماتيكيا و أنه مارس مدة ليست باليسيرة داخل الوكالة بدون اعتماد وكان  بطل قصاصات أنباء بإسم وكالة الأنباء الفرنسية مكتوبة من محبرة متحاملة على المغرب و كم مرة اضطرت الوكالة إلى إعادة صياغة أخبارها بحجة إعطاء تفاصيل جديدة.

مسيو بروكسي أصبح نجما بدون منازع رغم أن هناك خمسة صحفيين آخرين كانوا في نفس الوقفة لم يعتذر لهم لا وزير الإتصال و لا وزير الصحة، فكم من صحفي كان حاضرا في الوقفة و لم يطله التعنيف؟ أكيد أن هناك صحفيين آخرين خصوصا و أن الذي دعا إلى الوقفة صحفي متدرب في يومية حزب يساري معارض بحث لنفسه أيام و ليالي داخل حركة 20 فبراير و عندما لم يجد لنفسه موقع الزعامة المفترض انسحب في انتظار استحقاقات أخرى حتى يحمل المكروفون من جديد.

فشل وقفة الأربعاء على جميع المستويات استطاع مسيو حماية فرانسيس التغطية عليه و تحويله إلى حادث اعتداء على صحفي مراسل وكالة أنباء غربية حتى يأخذ الأمر منحى آخر.

أكورا بريس

Read Previous

بشار الأسد سيتم اغتياله قريبا: حسب مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر

Read Next

محكمة الاستئناف بالرباط: الحكم على محمد بوينشوشان ومحمد مجين في قضايا إرهابية