قبل أيام نقل أحد المواقع الإلكترونية خبرا عن مسؤول أمني بجرسيف دهس بسيارته شخصين قبل أن يلوذ بالفرار، بعدها في اليوم الموالي صدر بيان من ولاية الأمن المعنية يدحض كل التفاصيل الخاطئة التي وردت في مقال الموقع الإلكتروني و أن الأمر يتعلق بحادثة سير احترمت كل أطرافها مسرح الجريمة و أن العناصر المكلفة بالبحث قامت بالمعاينات والاستماعات الضرورية كما يقتضي ذلك القانون، إلى هنا والأمر عادٍ خبر غير دقيق وتوضيح من الإدارة المعنية و انتهى الأمر.
أربعة أيام فيما بعد قام أحد الكسالى ونشر نفس الخبر الذي نشره الموقع الإلكتروني ولم ينسبه للموقع، بل أخذ المقال بتفاصيله ونقطه وفواصله وعنوانه وحتى الصورة المرفقة بالمقال لم ينقص منه ولو فاصلة واحدة وفاءًا لتقاليد “النقل والاستنساخ الديمقراطي”، والناقل الكسول ظل نكرة والمسؤولية يتحملها شهر رمضان وشهر الصيام والقيام من قهوة لقهوة.
صحيفة الحزب الذي كان حاكما ليست مبتدئة في العمل الصحفي ولا تعاني كأيام زمان من شح الموارد وقلة الإمكانيات البشرية والمادية وصعوبة ظروف العمل ويسندها منذ زمان حزب له تواجد على المستوى الوطني، وكل مناضل فيه فهو في حكم مراسل، وله مركزية نقابية من بين النقابات ذات التمثيلية الواسعة في قطاع التعليم، أي أنه لا يعاني من ندرة الكَتَبَة، وأنه أولا وأخيرا حزب المتعلمين والمتكونين.
قد يفهم الإنسان أن صحيفة غير حزبية أو منبرا غير حزبي يبحث لنفسه عن الأخبار المثيرة حتى يضمن لنفسه التواجد والبقاء في السوق، إنه صراع البقاء غير أن صحيفة حزبية لا تشتغل إلا وفق الأجندة السياسية للحزب لا يمكن لها أن تظل اليوم فاقدة للبوصلة من جراء خمسة عشر سنة من التحنيط الإعلامي في إطار مواكبة التجربة الحكومية للحزب، فاليوم خرج الحزب للمعارضة، معارضة متمرسة على التسيير، تملك اليوم كل المؤهلات لبناء خطاب إعلامي مؤسس على خدمة الحقيقة والمواقف الواضحة، وليس إعادة إنتاج الكسل الإعلامي الذي تحولت معه يومية الاتحاد إلى جماعة من الجماعات المحلية بكثرة الأطر والموظفين، والدخول والخروج والجلبة مع قلة المردودية، أصبحت معها جريدة معارضة زمان آخر اليوميات من حيث التوزيع لا يقرأها حتى مناضلي الحزب، فكيف لا وهي الآن تتحول إلى ناسخة لأخبار تافهة لمواقع إلكترونية بعينها؟
فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
أكورا بريس