العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
تعود كرة القدم المغربية للساحة الدولية من جديد من خلال بوابة الأولمبياد بعد غياب يقرب من عقد كامل عن المواعيد الكبرى، وتتعلق الآمال المغربية بالمجموعة المميزة التي تألقت في التصفيات الأفريقية في نهاية العام الماضي وكذلك دورة تولون الفرنسية والتي شهدت بشكل خاص تألق ملفت للاعب زكريا لبيض لاعب سبورتينج لشبونة البرتغالي والذي تطمح الجماهير المغربية أن يقود منتخب بلاده للذهاب بعيدًا في لندن.
ورغم ان الكرة المغربية قد عانت العديد من الإحباطات المتتالية على المستوى القاري والدولي في السنوات الأخيرة فإن التوقعات لا تزال كبيرة عن قدرة هذا الفريق بما يضمه من لاعبين من نوعية لبيض على إعادة أمجاد أسود الأطلسي في مونديال المكسيك عام 1986، واذا كان اللاعب المغربي الفذ عزيز بودرباله كان أحد أبرز مواهب هذا الجيل الذهبي للكرة المغربية فإن لبيض يبدو انه يسير على خطى اسطورة الكرة المغربية، فاللاعب – ذو التسعة عشر ربيعا والذي يتشابه مع بودرباله في صغر حجمه وخفة حركته ومهاراته الفنية التي لا يشق لها الغبار – بدأ مشواره مع الفريق العريق ايندهوفين عام 2004 حينما انضم لصفوف الناشئين ولم يكل لبيض، الذى ولد بهولندا، من الإنتقال يوميا بين مقر اقامته في أوتريخت وأيندهوفين للعمل والتدريب يوميا حتي بلغ مراده وحصل علي أول عقد احتراف من ناديه عام 2009.
لحظات ذهبية
شق لبيض طريقه إلى النجومية قبل ما يزيد عن عامين حينما ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول لناديه في بطولة “الدوري الأوروبي” امام فريق هامبورج الألماني ومن وقتها وهو لم يجد أي صعوبة في حجز مكان له ضمن التشكيلة الأساسية لناديه وشارك فيما يزيد عن 70 مباراة واصبحت له لحظات ذهبية ستظل محفورة في ذاكرة جماهير أيندهوفين وربما من أبرزها حين تمكن لبيض من رد جميل مدربه السابق فيليب كوكو في نهائي كأس هولندا العام الماضي ليقود لبيض فريقه للفوز بصناعته هدفين من أصل الأهداف الثلاثة التي فاز بها أيندهوفين على هيركوليز بعد موسم صعب على الفريق شهد تولي كوكو المسؤولية قبل 28 يوما فقط من هذا الإنجاز والذي يعود فضل كبير منه لهذا اللاعب المغربي الشاب، ومن ثم ظهر لبيض على رادار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى كتشيلسي الإنجليزي وفالنسيا وملقة الأسبانيين وميلان الإيطالي قبل ان يحسم أمره بالتوقيع لفريق سبورتينج لشبونة البرتغالي بعدما شعر انه ستتوافر لديه أفضل فرصة للمشاركة أساسيا وصقل موهبته ضمن واحد من أفضل المسابقات الأوروبية وبعدما رفض تمديد تعاقده مع فريقه الهولندي.
ويبدو ان لبيض يود ان يسير على خطى زميله السابق في الفريق الهولندي وصاحب الأصول المغربية ونجم برشلونة الأسباني إبراهيم أفيلاي، والذي لا ينكر لبيض انه كان سندا كبيرا له حينما تزاملا علي ملعب الفيلبس ستاديوم، حيث صرح: “إبراهيم أفيلاي هو مثلي الأعلى فقد ساعدني كثيرا وحثني على الإجتهاد لأصبح ما أنا عليه الآن ليس فقط على المستوى الرياضي ولكن كذلك على المستوى الإنساني لأنه شخص رائع”.
عامل مهم
ورغم ان لبيض لم يشارك في تأهل المنتخب الأوليمبي المغربي للندن من خلال التصفيات الأفريقية التي استضافتها بلاده، فإن المدرب الهولندي للمنتخب المغربي بيم فيربيك لم يدخر جهدا للسفر خصيصا لمسقط رأسه للإجتماع باللاعب والتحدث معه عن فرصه ودوره الذي يراه في صفوف الفريق وأهميته بالنسبة له، ولم يخيب لبيض آمال مدربه، فعلى الرغم من ان لاعب مثل عبد العزيز برادة كان قد فرض نفسه نجما فوق العادة للمنتخب المغربي خلال التصفيات الأفريقية إلا ان لبيض تألق بصورة مذهلة في دورة تولون الفرنسية مؤكداً أنه سيكون بالفعل نقطة تحول وإضافة فعّالة للفريق المغربي في لندن.
ويمتلك لبيض مهارة رائعة في الإحتفاظ بالكره والمرور بها بين المدافعين كما انه يعد من أبرز اللاعبين صانعي الأهداف ويكفي انه ساهم في صناعة ما يزيد عن نصف دستة أهداف لزملائه في ناديه السابق عبر ما يقرب من 40 مشاركة الموسم المنقضي ولا تنقص لبيض الشجاعة في التسديد المباشر على المرمى ومن زوايا تبدو صعبه في كثير من الأحيان الا ان الملاحظ انه مازال يعمل علي تطوير مهارته في الالتحامات وخاصة مع اللاعبين الذين يفوقونه حجمًا.
في جميع الأحوال ستكون أوليمبياد لندن 2012 فرصة ذهبية لهذا الشبل الصغير حتى يؤكد مكانتته ونجوميته في بلده الأم بعدما استطاع أن يحقق نجاحات عديدة في أوروبا.
عن موقع “فيفا”