بالمغرب، سواء تعلق الأمر بمقاول، طالب صحفي أو مهاجر إفريقي يبحث عن الجنة الأوروبية، يبدو أن الجميع حسم رأيه بشأن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. من طنجة إلى البيضاء، قامت مجلة جون أفريك بجمع بعض الآراء المتعلقة بالمرشحين لدخول قصر الإيليزي:
من الدار البيضاء
خمسة طلبة بالمدرسة العليا للصحافة والاتصال يعكفون على تتبع أخبار الانتخابات الرئاسية، حيث يتساءل أحدهم “كيف يمكن قضاء وقت طويل في الحديث عن الذبح واللحم الحلال؟”، مشيرا إلى أن المغاربة سئموا من سماع الحديث عن الهجرة والأمن والإسلام. فبالنسبة لهذه الطالبة، حاول اليمين الفرنسي التطرق لمثل هذه المواضيع لإثارة مخاوف االفرنسيين، فيما يشير طالب صحفي آخر ينحدر من السينغال إلى القرار الذي أصدره وزير الداخلية الفرنسي، وهو القرار الذي يحد من إمكانيات حاملي الشهادات الأجانب في ما يتعلق بالحصول على فرصة عمل بفرنسا. وتختلف آراء الطلبة الصحافيين بخصوص الرئيس المستقبلي لفرنسا، حيث تقول إحدى الطالبات أنها تنجذب للمرشح فرانسوا بايرو، فيما يقول آخر إنه لا يعرف ماذا يريده المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي شبّهه بالدمية، أما صابرينا (طالبة صحفية) فترى في نيكولا ساركوزي الرئيس المقبل لفرنسا نظرا لنجاعة خطاباته المهيكلة بشكل جيد.
عالم التجارة
وفي نشاط آخر غير الصحافة، يقول عادل، مدير شركة للتصدير(400 مستخدم) أنه يميل إلى اليمين الفرنسي، حيث تجذبه البرامج الاقتصادية ، مشيرا إلى أن فرنسا، كأول شريك اقتصادي للمغرب، بحاجة إلى شخص يمكنه مواجهة الصعوبات الاقتصادية، مصرّحا “لو كنت فرنسيا لمنحت صوتي لشخص مثل فرانسوا بايرو، الذي يتعامل مع قضايا الهجرة والقضايا الاجتماعية الأخرى برزانة أكبر من ساركوزي”.
الحب ليس له حدود
من المعلوم أن مدينة طنجة تضم آلاف المهاجرين الأفارقة الراغبين في الالتحاق بالفردوس الأوروبي عبر بوابة عاصمة البوغاز. إسماعيل، أبو بكار وريشموند، ثلاثة إيفوارييين من الضروري أن تدور الانتخابات الفرنسية في أذهانهم بشأن الهجرة، حيث يقول إسماعيل “أحس بحزن شديد بسبب ساركوزي وفرنسا، فالرئيس الفرنسي يضع العراقيل عبر تصعيب مساطر الحصول على التأشيرة لدخول التراب الفرنسي”. أما ريشموند فيتساءل “كيف يمكن منع الزواج المختلط؟ الحب لا يعترف بالحدود” متوقعا أن لا تتم إعادة انتخاب ساركوزي نظرا لما يواجهه في تدبير الأزمة الاقتصادية وانشغاله بالشؤون الخارجية أكثر من اهتمامه بحال الفرنسيين”. هؤلاء المهاجرون الأفارقة لا يعلمون الكثير عن باقي المرشحين، لكنهم سمعوا بماري لوبين، حيث يشير إسماعيل أن كونها امرأة سيحول بينها وبين تسلم مقاليد الرئاسة الفرنسية “لأن الفرنسيين ليسوا على استعداد لأن تقودهم امرأة”.
أكورا بريس: إعداد نبيل حيدر