فاطمة الزهراء رياض، كاتبة مغربية شابة وقعت مؤخرا مجموعتها القصصية الثانية “علاقة غير شرعية”، خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب. وفي هذا الحوار، تفتح لنا فاطمة الزهراء قلبها وتخبرنا عن إحساسها بالكتابة، مشروعها الأدبي المقبل وعن الكتاب والشعراء الذين تأثرت بهم، بالإضافة إلى مناقشة غياب التواصل بين الكتاب المغاربة والمشتغلين بحفلي السينما والإعلام.
كم دام المخاض قبل أن تخرج”علاقة غير شرعية” إلى الوجود؟
مجموعتي الثانية علاقة غير شرعية كُتِبَ لها الإزديان في غشت الماضي من السنة الفارطة من مؤسسة دار الرحاب للنشر و التوزيع ، استغرقتُ في كتابتها الثمان شهور بحيث لم يكن بمثابة اعتكاف لأنني أكتُب من دواخل و محفزات نفسية ، أكتب كلما نادتني الأبطال و استحضرتني الأوصاف ..فأتى سردها مواكبا لاحتفالي بمولودي الأول “فاتح شهية” و أعتقد ليس من المهم معرفة الزمن الذي يصاحب الكتابة بل الأهم عند المبدع هي الظروف النفسية المحاصرة لفعل السرد .
من هم الكتاب والشعراء الذين تأثرت بهم خلال مسيرتك الأدبية؟
السيدة غادة السمان، جبران خليل جبران و نازك الملائكة ..فدوى طوقان و ميخائيل نعيمة (الرابطة القلمية بكل مكوناتها) و أدباء المهجر..الدرويش أدونيس..الميلودي شغموم ..سعيد الكرفاوي..سهيل إدريس..نزار و إليا أبو ماضي ..من الفلاسفة كافكا و كفافيس ..و بالكثير من الأسماء المغمورة التي تبدع في الخفاء ..أقرأ أي شيء و كل شيء يحدّث قلبي و مشاعري و حاستي و حدسي ..
لماذا، في نظرك، لا تتم الاستفادة من أعمال الكتاب والكاتبات المغربيات في مجالي السينما والتلفزيون؟
أعتقد هناك خلل ما في التواصل !! لم أسمع قط بتواجد مخرجين و إعلاميين سينمائيين في ملتقيات الكتاب و منابرهم ، و لا وجود لرواة و قصاصين و شعراء في مهرجانات السينما..هؤلاء مبدعون و هؤلاء خلاقون لذلك لا ضَيْرَ إن تحولت أعمال كثيرة لأفلام بقوة قصها و سردها فالأفلام المغربية تحتاج تصديق المتلقي كما حاجة القارئ لأن يستشعر الكتاب فالكل ملزم أن يقدم منتوجا يرقى لتطلعات المواطن المغربي و ينمي فراغه الحسي و الذوقي فما نراه الآن من ابتذال و إسفاف من مسلسلات مدبلجة يضعنا أمام تساؤل أكبر ..إلى أي حد نحتاج من شاشتنا و الفن السابع أن يقدم لنا شيئا مغربيا متكاملا قصة و سردا و صورة ؟ الجواب..التجارب الهوليودية و المصرية تحكي !
نعرف أن الكاتب لا يبرمج مشاريعه الكتابية، لكن سأتجرأ وأسألك هل أنت الآن بصدد التفكير في إنتاجات أدبية أخرى؟
صدقتَ لا يبرمجُ بقدر ما يكتبُ و يمزق أشلاءه بين الفينات قصا كان أم شعراً..و عليه أنا بصدد تحضير أخير لمخطوط شعري يتضمن قصائد كتبتها طيلة انشغالي بالمجموعتين و لازال عنوانه مبهما في ناظري و هناكَ أشيــاء عديدة في درجي لم تكتمل بعد و يلزمها صبر أيوبَ و سفينة يونسَ حتى أصل إلى شطها الأخير.
أكورا بريس: حوار: نبيل حيدر