مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
لم تخل تعليقات المغاربة على الفيسبوك من حس النكتة بعد تعيين أول حكومة يترأسها إسلامي في تاريخ المغرب. فهل يعكس هذا مزاجا هانئا يعبر عن تفاؤل بالحكومة الجديدة، أم سخرية تخفي وراءها تشاؤما من المستقبل السياسي للمغرب؟
بعد دقائق من الإعلان عن التشكيلة النهائية للحكومة المغربية الجديدة، وقبل أن يعلن التلفزيون المغربي الرسمي الخبر في نشراته الإخبارية، كان الخبر قد انتشر على صفحات الفايسبوك، مرفقا بلائحة مفصلة لأسماء الوزراء والحقائب التي سيشرفون عليها. الملاحظ كذلك نشر صور وزراء حزب العدالة والتنمية على صفحات الفايسبوك وهم في طريقهم إلى القصر الملكي بالرباط، بعد تجمعهم في بيت رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران قبل الاستقبال الملكي. وإذا كانت الصور التي تم تداولها على صفحات الفايسبوك هي صور حقيقية، فإن الإعلان الرسمي عن حكومة عبد الاله بنكيران سيتبعه سيل من الأعمال الكاريكاتورية والصور الكارتونية.
ومن ضمن الصور التي حظيت بعدد كبير من التعليقات، صورة التقطت لوزراء حزب العدالة والتنمية في يوم التعيين وأغلبهم مشغول بهاتفه النقال. وتم وضع تعليقات ساخرة مفترضة على لسان كل وزير. كما انتشرت صورة مركبة لصورتين، الأولى صورة الحكومة المغربية والثانية صورة الحكومة السويسرية. وكتب تحت الصورة المركبة الفرق مابين حكومتنا وحكومتهم، في إشارة إلى الفارق العددي بين الوزراء في الدولتين، تعليقا على ارتفاع عدد أعضاء الحكومة المغربية، والذي كان رئيس حكومتها قد وعد بأن يكون عدد أعضائها صغيرا.
امرأة يتيمة في حكومة الرجال
غير أن أكثر ما أثار النقاش على صفحات الفيسبوك وجود امرأة واحدة فقط، وهي وزيرة المرأة والتضامن بسيمة الحقاوي، وسط واحد وثلاثين وزيرا. البعض اعتبره تراجعا عن المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في السنوات السابقة، والبعض الآخر اعتبره إشارة من الاسلاميين ينبغي التقاطها فيما يخص حقوق المرأة، و كيف سيكون وضعها في ظل حكومة الاسلاميين. الكثير من شباب الفيسبوك عبروا عن مواقفهم بتعليقات ساخرة: فهناك من وصف الحكومة الجديدة بالحكومة الخشنة، نظرا لغياب العناصر النسائية، ومنهم من علق على وجود امرأة واحدة فقط في الحكومة الإسلامية قائلا: “إن عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة اختار اتباع الآية القرآنية الكريمة: إن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة”
ولم تتوقف السخرية عند هذا الحد، بل عبر ناشط على الفيسبوك عن استغرابه من وجود امرأة واحدة في الحكومة وقال: ” أقترح تغيير اسم بسيمة الحقاوي إلى باسم الحقاوي، حتى يتلائم مع الجو الذكوري للحكومة”. وفي نفس الموضوع قام ناشط فيسبوكي آخر بوضع صورة الحكومة الجديدة على صفحته الخاصة، وكتب فوقها: “حتى في الصورة الرسمية للحكومة لا يمكن رؤية المرأة الوحيدة في الحكومة، من يعثر عليها في الصورة يحصل على جائزة”.
إلى جانب ذلك تم إنشاء مجموعة على الفيسبوك لحقوق النساء المغربيات، وعبّر أعضاء المجموعة عن مرارتهم واحتجاجهم على وجود امرأة واحدة في الحكومة. ورغم أن بسيمة الحقاوي هي الممثلة الوحيدة للنساء في حكومة عبد الاله بنكيران، إلا أن بعض التعليقات النسائية على الفيسبوك لم تكن متفائلة، نظرا للمواقف المعروفة لبسيمة الحقاوي والتي كانت دائما تمثل وجهة النظر المحافظة فيما يخص قضايا المرأة المغربية.
حتى الوزراء ينشطون على الفيسبوك
من الأشياء التي أثارت رد فعل ناشطي الفيسبوك المغاربة مباشرة بعد الاعلان عن الحكومة هو تعيين شرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني المغربي، كوزير منتدب لدى وزير الداخلية، حيث اعتبره الكثيرون مفاجأة الحكومة الجديدة، وأنه وزير الداخلية الفعلي في الحكومة. ومن ضمن التعليقات في هذا الصدد: “شرقي اضريس في حراسة امحند العنصر” في إشارة إلى وزير الداخلية المغربي الجديد.
كما حرص العديد من الناشطين على الفيسبوك على وضع مقاطع فيديو وصور توثق مواقف قديمة لأعضاء الحكومة الجديدة، كمواقفهم تجاه المهرجانات الفنية والحريات العامة. وهي وثائق سمعية بصرية تم نشرها الآن من طرف بعض ناشطي الفيسبوك، إما لرغبتهم في تذكير أعضاء الحكومة بوعودهم السابقة، في حالة ما اذا كان هؤلاء الناشطون متفقين مع توجهات حزب العدالة والتنمية، وإما للتنديد بهذه المواقف، في حالة ما إذا كان الناشط الذي نشرها، معارضا لتوجهات الحزب الاسلامي.
كما أعرب بعض الناشطين عن تفاؤلهم بحكومة الاسلاميين واعتبروا أنها ستكون أفضل من سابقتها. وعبر البعض الآخر عن ارتياحهم لتعيين المحامي مصطفى الرميد وزيرا للعدل، ونشروا صورة له وهو يشتبك مع أحد قوات الأمن في مناسبة سابقة. والمعروف أن وزير العدل الجديد كان من الوجوه السياسية البارزة التي خرجت في المظاهرات التي نادت إليها حركة 20 فبراير الاحتجاجية.
تجدر الاشارة كذلك إلى أن بعض الوزراء في الحكومة المغربية الجديدة حرصوا على التواصل مع ناشطي الفيسبوك، من خلال صفحاتهم الخاصة. كوزير الشباب والرياضة محمد أوزين الذي طلب من أصدقائه على الفيسبوك أن يدعموه ويدعون له بالتوفيق في مهمته الجديدة. كما قام وزير الإسكان الجديد محمد نبيل بنعبد الله بالتواصل مع الناس عبر الفيسبوك عن طريق فيديو، كما نشر أيضا صور أعضاء الحكومة المنتمين للحزب الذي يترأسه، وهو حزب التقدم والاشتراكية، الحزب اليساري الوحيد في حكومة الإسلاميين.
أكورا بريس: عن موقع “ويتشه فيله”