بقلم المحامي محمد الغازي
لقد أُعطي لخبر تنصل جماعة الخرافة من التزاماتها اتجاه حركة 20 فبراير الكثير من التأويل كل حسب زاوية رؤيته، لكن ليس في الأمر كل تلك الغرابة والتعجب فالمتتبع للمسار السياسي لهاته الجماعة ليس منذ تأسيس الدائرة السياسية، ولكن منذ أن خرقوا كل البنود القانونية للعمل في إطار جمعوي نجد أنهم اختاروا في جماعة الخرافة لغة التخبط بالمصطلحات من أجل المواقف الغير المعلنة.
فجماعة الخرافة لا يمكنها أن تقدم هدية إلا إذا كانت مدسوسة بسم زعاف، وقد ظهر ذلك جليا إبان انخراطها في صفوف شباب شرفاء أرادوا الخير لوطنهم قبل أنفسهم، حيث أن صقور هاته الجماعة ناوروا في الأول بمصطلحات منتقاة بعناية فائقة ثم بعد ذلك نزلوا بقوة تنظيمية محكمة وبدعم لوجستيكي مستورد وأعدوا العدة بالغالي والنفيس وأشاعوا في صفوف دراويشهم بأن أمر الله الذي قضى في 2006 قدأعطيت بشائر انطلاقته وتفعيله على أرض الواقع.
لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن المغاربة يتقنون لغة قراءة ما بين السطور فسرعان ما افتضح الأمر وأدرك القاصي قبل الداني خبث وجبروة الحرباء رغم محاولتها الظهور بمظهر الحمل الوديع الذي تظاهر أنه يحمل فكرا تقدميا وحقوقيا في إطار منظومة علمانية لكن للأسف مستوردة من حوزة تطغى عليها الأرستقراطية الفاحشة.
فالإلتفاف والمناورة والخديعة إحدى شيم جماعة الخرافة، فبالإطلاع على بيانهم المنشور نجد بأنه يتضمن خطابا مليئا بالمتناقضات، لكن في نفس الوقت به مصطلحات منتقاة بعناية للإستهلاك الإعلامي وللتغطية على فشلهم الذريع في وصول مبتغاهم الذي خطط له قبل 2006 ، لكن هاته ليست استراحة محارب كما يحاولون أن يوهموا أنفسهم وأتباعهم بل هي نهاية الإستبداد المتحكم في دواليب الجماعة المستأثر بالثروة وسلطة القرار، وهو في نفس الوقت صوت الضمائر التي لا زالت تنبض بشيء من الحياة للرجوع إلى جادة الصواب بعد الفشل الذريع لكل المبادرات المخزية الإلتفافية في قالب آخر طبق منظومة سترتكز طبعا على المظلومية المزعومة والدروشة والإستقواء بالأجنبي.
ما لا يريد صقور جماعة الخرافة الإيمان به أو يتغاضون عن ذلك هو أنهم يغردون خارج السرب فالمجتمع تحاور بما فيه الكفاية بين جميع مكوناته وأطيافه في تجرد عن كل مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة وقال كلمته في إطار ديموقراطي شفاف يوم: 1 / 7 / 2011 ، وانطلقت القافلة يوم: 25 / 11 / 2011 ولم و لن يلتحق بالركب إلا من ظل ينادي بسنة ليست للله وللرسول ولكن سنة تدثرها عباءة الفقيه الذي يناور بشعار التغيير وينسى أو يتناسى أنه التصق بكرسيه الوثير.