قال عضو قيادي في حزب العدالة والتنمية أول حزب إسلامي يقود حكومة بالمغرب إن الحزب لن يفرض نظاما أخلاقيا متشددا لكنه سيدعم الفنون التي تعكس التراث الثقافي المغربي.
وجاء فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي بعد فوز مماثل حققه حزب إسلامي آخر في تونس في أعقاب انتفاضات “الربيع العربي” في المنطقة.
وقال محمد يتيم عضو الأمانة العامة للحزب “نحن في العدالة والتنمية لا نبالي بالحياة الخاصة للأشخاص وليس من مهامنا التدخل لا في عقائد الناس ولا في تصرفاتهم.
“أولوياتنا هي تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة. لكن ولابد أن تكون للحكومة الجديدة سياسة في هذا المجال.. لكن لن تكون شرطة الأخلاق مثلا”، مفندا مخاوف من أن انتصار الحزب يمكن أن يؤدي إلى توتر على غرار ما حدث بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.
ومن شأن فرض نظام أخلاقي متشدد أن يشكل تحديا لقطاع السياحة المغربي الذي يمثل عشرة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل به نحو 450 ألف شخص. لكن يتيم قال إن حزب العدالة والتنمية لن يجبر السياح على ارتداء الحجاب.
وقال “فيما يخص الآداب العامة والأخلاق العامة والأماكن العامة هناك قوانين تنظمها. لكن لن نرغم النساء على ارتداء الحجاب لأن ديننا دين تسامح حتى الله سبحانه وتعالى يقول: “لا إكراه في الدين..” كما هناك أية تقول”لست عليهم بمسيطر”. “لن تكون هناك أبدا شرطة أخلاق ولن نمنع الناس من شرب الخمر لان هذه مسائل تتعلق بالإيمان والقناعات الشخصية.”
وكان مسؤولون كبار في الحزب قد انتقدوا في السابق مهرجانات موسيقية بوصفها خليعة رغم أن الملك محمد السادس دعم مثل تلك الأحداث مرارا.
وقال يتيم إن مثل تلك الإحداث سوف تزدهر في عهد حكومة الحزب إذا ساهمت في دعم الثقافة المغربية.
وكان سياسيون من حزب العدالة والتنمية قد أبلغوا المطرب البريطاني المثلي التون جون بأنه غير مرحب به في المغرب لأن وجوده على حد قولهم من شأنه أن يشوه صورة المملكة. ورغم ذلك أحيا جون حفلا حضره الآلاف.
ولم تركز احتجاجات الشوارع التي انتقدت المهرجانات على الجانب الأخلاقي، وإنما على الأجور الضخمة التي يحصل عليها نجوم مثل شاكيرا و”كاني ويست” في بلد يقبع نحو ربع سكانه تحت خط الفقر.
وقال يتيم “لم نكن يوما ضد الفن والثقافة كنا دائما ضد تبذير المال العام في المهرجانات”، معتبرا أن حصول الفنانين على مبالغ طائلة “من شأنه أن يخلق نوعا من الحقد من طرف المواطن الفقير.”
وأضاف “بالرغم من أن حجتهم أن هذه المهرجانات لا تمول من الميزانية العامة، وإنما من أصحاب الشركات الخاصة ولكن مهما يكن فهذه الأموال المغرب أولى بها في منافع أخرى .. هناك أولويات.”
ومضى يقول “نحن لسنا ضد المهرجانات ولذلك جميع المهرجانات ستبقى وربما ستزدهر أكثر. نحن مع المهرجانات التي تساهم في الرقي بثقافتنا ولا تبذر المال العام. برنامجنا هو خلق ثقافة وطنية … تساهم في ترسيخ الهوية الوطنية والهوية التاريخية مع احترام قيم الجمال والذوق العام والمواطنة والتضحية.”
الرباط: من زكية عبد النبي روتيرز