صورة من داخل سوق “سبتة”
شكلت مدينة القصر الكبير على مر العصور مركزا تجاريا مهما في المنطقة، حيث لعبت التجارة فيها دورا رئيسيا نظرا لعدم اعتماد المدينة على الصناعة بشكل كبير. وبقيت التجارة هي المورد الأساسي لأكثر من نصف سكان المدينة, غير أن المحلات في السوق تبقى غالية الثمن، فامتلاك محل بهذا السوق وإن صغر حجمه فهو يمثل ثروة لصاحبه، فمثل أما الكراء فهو ما بين 2000 و 5000 درهما شهريا حسب تصريحات أغلب التجار.
لكن رغم كل ذلك فإن هذا السوق عرف في السنوات الأخيرة انخفاض الرواج في المنتجات التي يتاجرون فيها، سواء الآلات الإلكترونية أو المواد الغذائية، بل حتى الألبسة والقماش. والسبب في ذلك حسب أصحاب المحلات راجع بالأساس إلى تعشير أغلبية المواد المتاجر فيها، وكذا بسبب إنشاء الطريق السيار الذي يمر بمحاذاة المدينة الشيء الذي أفقدها العديد من زبناء السوق وزوار المدينة، بالإضافة الى المنافسة الكبيرة للسلع الصينية نظرا لانخفاض أثمنتها.
وهذا ما أكدته لنا السلطات المعنية بالأمر حيث أخبرتنا أن الرواج في سوق سبتة قد عرف انخفاضا ملحوظا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث لم يعد الرواج إلا في أيام السبت الأحد وأيام المناسبات والأعياد، وبلغت نسبة الانخفاض 50 في المائة.
وهذا السوق كغيره من الأسواق يعرف بعض الحوادث على رأسها السرقة التي تنامت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث علمنا أن هذه السرقة يقوم بها مجموعة من الأطفال الصغار الذين ينتظمون في شبكات يتزعمها كبار من ذوي التجربة في الميدان والسوابق العدلية، وتكثر حوادث السرقة خاصة في المناسبات والأعياد.الشيء الذي يتطلب حضور الأمن في هذه الفترة بالذات. كما يضطر أصحاب المحلات إلى جلب أشخاص آخرين للعمل معهم خلال المناسبات.
أكورا بريس: سمية العسيلي من القصر الكبير