استقبل الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، زوال اليوم الثلاثاء بالرباط، أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، حيث تباحث الوزيران في عدة مجالات تهم البلدين.
ويعقد الوزير التركي والوفد المرافق له، خلال زيارته للمغرب العديدَ من الاتصالات مع كبار المسؤولين المغاربة، ويوقع عدداً من اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات بين البلدين. وسيحضر داوود أوغلو الاجتماع الرابع لمنتدى التعاون الاقتصادي التركي ـ العربي الذي سيعقد بالرباط، والذي تأسس بين كل من تركيا والجامعة العربية عام 2007.
ومن المقرر أن يتناول المنتدى سبلُ تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين تركيا و22 دولة عضوة في الجامعة العربية، إضافة إلى إعداد “خطة عمل” لفعاليات المنتدى المشتركة التي ستنظم بين الأعوام 2012 ـ 2015.
كما سيناقش المشاركون في المنتدى آخر التطورات التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، خاصة المستجدات في سوريا، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاقية حول موقف مشترك من تلك الأحداث.
إلى دلك انعقد صباح اليوم الثلاثاء بالرباط اجتماع كبار المسؤولين تحضيرا للاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي – التركي, بحضور ممثلين عن الدول العربية وجامعة الدول العربية وتركيا.
وفي كلمة بالمناسبة, قال السفير المفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون محمد أزروال إن انعقاد الدورة الرابعة للمنتدى في هذه الظرفية الاقتصادية الدولية يعد فرصة للدول الأعضاء للتشاور في ما بينها والتباحث حول أنجع السبل الكفيلة بتطوير أداء المنتدى لتمكينه من مواجهة التحديات على أساس شراكة شاملة ومستديمة ومتوازنة وبناءة للجميع, بما يبوئه المكانة اللائقة به بين المنتديات التي تجمع الدول العربية مع العديد من الدول والمنظمات.
وأضاف أزروال أنه لبلوغ هذه الغاية، في عالم سمته الأساسية التنافسية الشديدة, سيتم دعم مسار التعاون العربي التركي من خلال تبني مقاربة عملية تستند إلى برامج تنفيذية دقيقة للأنشطة التي اقترحتها إستراتيجية وخطة عمل المنتدى سنة 2009.
واعتبر أن هذه الاستراتيجية, بوصفها مرجعية عمل المنتدى, تبقى في حاجة إلى خارطة طريق واضحة المعالم تضمن التفعيل الأمثل للطاقات المتنوعة والهامة التي تزخر بها بلدان المنطقة, بما يساهم في التنفيذ الأنجع للأنشطة والمشاريع المقترحة في إطار المحاور الخمسة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وحوار الحضارات) لاستراتيجية وخطة تحرك المنتدى.
وقال إن المغرب بادر, استنادا إلى قناعته بالأهمية الحيوية التي يكتسيها التعاون العربي التركي, وحرصا منه على الإسهام في إرساء شراكة عربية تركية شاملة ومستديمة, إلى اقتراح أنشطة وورشات عمل ضمن مشروع برنامج تنفيذي للاستراتيجية على المدى المتوسط (2012-2015).
وأوضح أزروال أن المغرب يتوخى من وراء ذلك ترسيخ النهج العملي لهذا المنتدى “عبر مشاريع نموذجية ذات أهمية حيوية وطابع استعجالي من شأنها المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لدى بلداننا وتأهيل المنتدى للمساهمة في إنجاز أهداف الألفية للتنمية”, وذلك بإشراك كافة الفاعلين من القطاع العام والخاص, وإعطائهم الدور الأكبر في مختلف مشاريع وأوراش الخطة.
وأبرز السفير المفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المملكة تتطلع إلى مشاركة فعالة لجميع الدول في دعم مسار التعاون العربي – التركي بانخراطها بكل دينامية في تفعيل هذا البرنامج التنفيذي دعما لمسار منتدى التعاون العربي التركي وتحقيقا للآمال المعقودة عليه.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى التعاون العربي- التركي, الذي أنشئ في نونبر 2007 بإسطنبول تنفيذا للاتفاق الإطار الذي وقعه وزير الشؤون الخارجية التركي السابق والأمين العام للجامعة العربية, يسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية وتركيا في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتربوية والعلمية والاجتماعية, إضافة إلى مسألة الحوار بين الحضارات.
وسيتم خلال هذه الدورة التي سيترأسها بشكل مشترك كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري ونظيره التركي السيد أحمد داود أوغلو وكذا الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي, تقييم مستوى التعاون بين البلدان العربية وتركيا عقب التوصيات الأخيرة المصادق عليها خلال الدورة الثالثة التي احتضنتها إسطنبول سنة 2010, والتي تهم على وجه الخصوص تشجيع الاستثمارات وتطوير التعاون في قطاعات النقل والسياحة.
أكورا بريس – و . م . ع