يَعْرِفُ الناس عن عبد الإله بن كيران أنه رجل عاطفي واندفاعي، ولا يحب قراءة ما هو مكتوب ويُفَضِّلُ أن يرتجل في الكلام حتى يعطي الانطباع بأنه عفوي، لكن قليل من الناس لا يعرفون أن الرجل الذي قد يقود حكومة 25 نوفمبر هو إنسان وتوقي، ولا يستخدم المنطق الديكارتي إلا في التشكيك القبلي في سلامة الانتخابات المقبلة لأسباب تكتيكية حَسَمَتْ في ترجيحها قيادة الحزب، الرجل وتوقي ـ أي نِيَّة بَزَافْ ـ ، ولهذا كان ضحية طموحات السيدة فتحية بنيس، وما أدراك ما فتحية بنيس المرأة الحديدية السابقة في المكتب الوطني للسياحة التي أَوْهَمَتْهُ أنها هَيَّأَتْ له لقاءً مباشرا مع رجال الأعمال المغاربة حتى يتعرف عليهم ويتعرفون على برنامج الحزب حول أسلمة الاقتصاد الوطني.
وهكذا هَيَّأَتْ له لقاءً مع رجال الأعمال، عندما صدر الخبر كان الجميع يتصور أن بن كيران عقد اجتماعا مع الفاعلين الاقتصاديين المنتظمين في إطار كونفدرالية الباطرونا، أو الذين لهم باع طويل في فهم ميكانيزمات تطور الاقتصاد الوطني والمقاولة المغربية، الذين يكون رأيهم وازنا لدى الفاعل السياسي أو النقابي في إطار الحوار الاجتماعي.
عكس كل التوقعات لم يكن اللقاء إلا مع أشخاص ربما يمارسون في قطاع الأعمال، ولكن لا يوجد بينهم رجل أعمال واحد معروف لدى الرأي العام أو في إطار نقابة الباطرونا، ولكن السيدة فتحية بنيس نَجَحَتْ في مخططها.. الرجل حقق نشوة وهمية في لقائه مع المقاولين غير الوازنين، وهي حَصَلَتْ في ختام اللقاء على أهم شيء كانت تبحث عنه من أيام الوزير الأول، السابق سي أحمد عصمان أي أن تصبح وزيرة للسياحة، وهو شيء لم تكتمه طويلا سيدة اللقاءَات السياحية والأعمال وسَرَّبَتْهُ حتى يعلم الفاعلون الاقتصاديون أن المرور إلى عقل رئيس الحكومة المقبل يتطلب قطعا المرور عبر قناتها.
مبروك فتحية بنيس ومبروك للسياحة المغربية ولرجال الأعمال بمشروع تسميتك وزيرة في حكومة الدستور الجديد، الآن يمكن لأي امرأة أن تُنَظِّمَ للأستاذ بن كيران لقاءً يحضره نكرات القطاع حتى تأخذ منه وعدا بتسميتها وزيرة، كما يمكن لأي طالب وزارة أن يجمع في بيته رهطا تعطيه تسمية نخبة حتى ينال حقه في الحكومة المقبلة، التي ربما سوف يقودها رجل نية بدون حد، لم يصمد حتى سويعات وانْطَلَتْ عليه حيلة امرأة حديدية سابقة حتى يعطيها وعدا، يتمنى المغاربة أن يوفي به حتى يتأكدوا من مستقبل السياحة في المغرب التي توفر للمغرب عائدات مهمة من العملة الصعبة.
الأستاذ عبد الإله بن كيران الرجل العفوي الصادق يمكنه أن يوزع المسؤوليات داخل حزبه فله تفويض بذلك من أجهزته الحزبية، أما أن يوزع ما لا يوزع وقبل الانتخابات بين نكرات القطاعات، فهو أمر يقتضي أولا أن ينتظر نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، وأن يحترم المساطر التي تفرض ألا يتبوأ تسيير الشأن العام الذي لا يملك صفاء بن كيران ونظافة اليد المطلوبة في المؤسسات حتى لا تخرج الحكومة من الخيمة مائلة.
أكورا بريس