خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
منذ بداية الحراك الذي يراوح مكانه في الشارع المغربي وجزء من قادة العدالة والتنمية يمارس الحراك الكلامي من أجل إحراج عبد الإله بن كيران من جهة وتعزيز المواقع التنظيمية في أفق ما بعد 7 أكتوبر من جهة ثانية، لكن منهم من خرج وعاد ومنهم من لازال تائها ولا يزن الكلام حق وزنه ومنهم من حن إلى أيامه الأولى في العدل والإحسان كحال عبد العالي حامي الدين الذي اختلطت عليه المرجعيات الإسلامية وعاد إلى مرجعيته الأصلية يبشر بانهيار مزعوم للملكية.
الرجل رجل ديمقراطي ورجل حوار سلمي سبق له أن قضى سنتين حبسا نافذا من أجل اتهامه بالمشاركة في مقتل طالب جامعي في فاس في بداية التسعينات رغم أن شريكه من العدل والإحسان حوكم بعشر سنوات.
لقد استفاد الرجل من تواطئات عندما ظهرت معطيات جديدة أكدها شاهد عيان كان بمعية القتيل مفادها أن عبد العالي حامي الدين كان فاعلا أصليا لحظة الاغتيال.
عبد العالي حامي الدين يمارس ازدواجية الخطاب، ارجل معا بن كيران وارجل معا العدل و الإحسان.
الرجل يستغل منبر العدالة والتنمية لتمرير تصور سياسي مناهظ لتوجهات حزبه كما حدث عندما بشرنا جميعا بالقنيطرة بأن النظام الملكي سينهار إذا اختار طريقا غير طريق عبد العالي واصحابو.
أسيدي كون هاني والملكية ليست في حاجة إلى دعمك وأنت لست الشعب وحتى الرأي العام الحزبي للعدالة والتنمية فأنت لا تمثله ولن تمثله وحتى حركة “باراكا” التي حركت في شوارع المغرب لترفع صور الذين تموت فيهم حبا فهي لا تمثل الشعب، وأنهم أقلية لا تتجاوز 30 من مجموع التراب الوطني ويمكنك أن تسحب دعم حركة بركاتك للدستور ولكن قبل كل شيء حركة باراكا لا زالت لم تؤد لصاحب مطبعة بالرباط مائة ألف درهم متأخرات تكلفة طبع أدوات التعبئة الإستئصالية الذي تجترها منذ سنوات ظهر المهراز.
لقد ابتلي المغرب قبلك بكثير من النماذج التي مارست ازدواجية الخطاب والممارسة ولك في تاريخ المغرب أسوة فمنهم كثيرون لا زالوا أحياء يعيشون على هامش المجتمع السياسي وكلما أفاضوا لغوا كلما ازدادت هامشيتهم في المجتمع السياسي وضعفت مصداقيتهم لدى الشعب والمؤسسات.
وحتى لا تنسى أكورا تنشر لك، وأنت القيادي الحقوقي المؤمن بالحوار والديمقراطية وحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب صورة شاب آت من المغرب السحيق إلى فاس الحضارة لم تسمح ديمقراطيتك ببقائه حيا.
إنها صورة محمد بن عيسى أيت الجيد الذي فقد حقه في الحياة يوم فاتح مارس 1993 بعد أن اعتديت عليه بمعية شريكك عمر محب من العدل والإحسان يوم 29 فبراير 1993 تحت قيادة رئيسك المباشر عمر محب وتذكرك أن المدرسة الفكرية الديمقراطية التي ينتابك من حين لآخر الحنين إليها هي قاتلة الطالب المعطي يوملي في 1991 بوجدة.
فالديمقراطية واحترام الآخر وحرية التعبير والمعتقد وسلامته الجسدية ليست كلاما تستغفل به الناس بل هي أولا وقبل كل شيء ممارسة والتزام على الأرض.
المؤسسات الديمقراطية الحالية والمستقبلية في البلاد ليست في حاجة إلى دعم رجل تلطخت يده بدماء معارضيه في الكلية وسابقتك لا تؤهلك للحديث اليوم أو غدا باسم مرجعية الحريات والديمقراطية.
الاستبدادي استبدادي حتى ولو لبس عباءة السياسي المعتدل أو الناسك المتعبد وأصحاب السوابق حتى ولو استفادوا من رد الاعتبار فلا مكان لهم في المؤسسات الديمقراطية اليوم وغدا.
إن التاريخ فضاح وهذه حقائقه: