الإنتماء للمغرب بين تناسل الخلايا وتناسل النوايا

منذ شهر سبتمبر تميزت الساحة المغربية بتفكيك أكثر من خلية إرهابية ذات ارتباطات بالقاعدة وأفرعها المتعددة في المنطقة المغاربية والعراق واليمن وأفغانستان، خلايا كانت ستضرب من جديد حتى يعيش المغرب تحت وقع الحديد والنار.

مخططات القاعدة واستهدافها للمغرب مسألة معروفة، فمنذ سبتمبر 2001 والقاعدة تسعى لكي يكون لها موطأ قدم في بلاد المغرب الإسلامي.

تكالب القاعدة على المغرب في المرحلة الأخيرة منذ نجاح تفجيرات أركانة التي شكلت نقلة نوعية في طريقة تجنيد المحاربين وتكوينهم في العمل السري وصنع المتفجرات عن طريق الشبكة العنكبوتية جعل القاعدة تسعى إلى إعادة إنتاج سابقة العثماني حتى تنفذ عمليات أخرى.

تهديدات أمير القاعدة المركزية أيمن الضواهري للمغرب، لم تكن إلا مقدمة وخرجة على شاكلة خرجات أسامة بن لادن التي كانت تسبق الضربات الموجهة ضد الغرب.

في ظل خطر الإرهاب الذي يتهدد المغرب، فإما أن يكون الإنسان مع استقرار بلده أو ضد استقرار بلده، إما أن يكون مع الإرهاب أو ضد الإرهاب.

بعد الإعلان عن تفكيك الخلية الثانية انبرى إعلام الذين في قلبهم شيء من حتى يستكثر على المغرب حقه في الإستقرار.

يتذكر الجميع عندما نفذت القاعدة عمليتها ضد قطارات مدريد وتحرك الأمن الإسباني ضد المغاربة وكان كلهم من المنطقة الشمالية لم يتحرك تلميذ ديكارت علي لمرابط ضد أهله في إسبانيا من أجل أهله في شمال المغرب.

كل هذا لم يحدث لأن الولاء لإسبانيا هو الأقوى والأبقى والأهم، أما الولاء للمغرب فهو جزء من زمن ولى، وحتى عندما يتم الإهتمام بالمغرب فالكتابة تتم من محبرة المعادين للمغرب وبالأساس من محبرة الحزب الشعبي الإسباني.

عندما انتقد علي لمرابط مشروع القطار السريع الذي يربط بين أهله في طنجة والعاصمة الإقتصادية، لم يكن يدافع عن حق أهله في أي شيء، بل كان ينتقد في العمق تفويت الصفقة إلى فرنسا التي لم يعد يرتبط بها إلا بالجنسية التي تخول له الحق في الباسبور الأحمر والتنقل في فضاء شنغن بدون قيود بإسم الإنتماء إلى فرنسا، بل كان يدافع عن حق أهله في إسبانيا للظفر بالمشروع.

صاحبنا يتهكم على أمن المغرب لأنه اعتقل إرهابيين وهو يعلم علم اليقين أن الإرهابي إرهابي كان جديدا في الحرفة أو متضلعا فيها. الإرهابي الجديد عندما ينفذ عمليته ويسقط عشرات الضحايا فإنه يصبح كبيرا، ولمرابط كان يتمنى ربما أن يترك المغرب الإرهابيين يعيثون في أمنه واستقراره حتى ينفذوا تهديداتهم وعندها سيتكرم علينا إبن ديكارت الإيبيري خادم سامبريرو المطيع بنقطة حسنة.

الذي لا يعيش في المغرب لا يهمه إستقرار المغرب أو أمنه أو حاضره أو مستقبله، هو إسباني الإقامة والمصالح والهواجس والمنى.

فمن خصلة تناسل الخلايا وتناسل التفكيكات أنها مكنت من معرفة النوايا الخبيثة الماكرة المعروفة بإرتباطاتها مع الذين لا يؤمنون بالمغرب، الذين حاولوا منذ سنوات هز استقرار المؤسسات ولازالوا يحلمون أنهم سيحكمون المغرب في يوم من الأيام.

ولهم أن يتذكروا أن المغاربة لا يؤمنون بالذي له حماية سباليون أو فرانسيس أو مريكان، وأنهم سيبقون دائما وأبدا طابورا أجنبيا حتى لا نقول خامسا أو سادسا أو حتى عاشرا.

الذي باع المغرب من أجل عيون الإيبيرية لا يمكن للمغاربة أن يصدقوه، والذي باع المغرب من أجل الباسبور لحمر لا يمكن للمغاربة أن يستأمنوه، والذي عاد لكي يستقر في شمال المغرب عله يفتح نزلا يستدرج المغاربة من النخبة حتى يسكروا ويكونوا تحت رحمة آل سلازار عمله مفضوح.

ولمن تعاود زابورك آ داوود.

أكورى بريس

Read Previous

حلم الجامعي وواقع المغرب المستقر الممانع.. الهمس الأول: الزخم العشريني

Read Next

فضيحة وحقائق لأول مرة: عندما تآمر سامبريرو دومان من أجل إدخال نوبير الأموي إلى السجن