الجمعية المغربية للمهندسين المنظريين مسار متميز

تعتبر  الجمعية المغربية للمهندسين المنظريين التي تأسست  سنة 1985، من طرف المتخرجين الأوائل السبعة، الذين تابعوا دراستهم بالمدرسة الوطنية العليا للمنظر بفرساي، بعد إيفاد معظمهم من طرف معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط. من بين الجمعيات التي تسير بخطى ثابتة وجريئة نحو تحقيق هدفها المنشود وفرض وجودها في الساحة الوطنية المغربية كباقي الجمعيات  بعدما لاحظ هؤلاء المتخرجون الشباب غياب ممثل فعلي ونشيط يعرف بهذا التخصص الفريد من نوعه ويدافع عن مصالح الخريجين حتى تسير الامور وفق الإرادة ووفق الطموح.
حيث  انطلقت الإرادة لتتبلور سريعا إلى قرار خلق فضاء جمعوي يساهم في النهوض بالتنمية الوطنية تغني الساحة المغربية بحلة جديدة تعبيرا عن مواقف وطموحات المهندسين المنظريين الشباب.
لم تكن الإمكانات المتوفرة ترقى إلى مستوى الطموحات، ولكن فريق العمل نجح في تحقيق الأهم وهو خلق فضاء صداقة وتآخي بين خريجي مؤسسات تكوين المهندسين المنظريين، إضافة إلى بلورة منظور جديد وموحد للنهوض بمستوى الهندسة المنظرية والاضطلاع بأدوار ريادية في مختلف المحطات الهندسية للفضاءات الخارجية الوطنية.

ولم يكن عليهم الانتظار كثيرا حتى يثبتوا رجاحة مضمون رسالتهم، ويتحولوا إلى الركيزة الأساسية بالإضافة إلى الدينامية الهندسية المنظرية، بعدما تحولت الجمعية المغربية للمهندسين المنظريين لإطار واحد يدافع عن الهندسة المنظرية الوطنية والجسم المنظري، لا يكون فيه الولاء إلا لخدمة الوطن عبر الدفاع عن القضايا المنظرية المشروعة.
واصلت الجمعية المغربية للمهندسين المنظريين مسارها المتميز في الساحة الوطنية رغم بعض المحطات التي عرفت سنوات ركوض وأخرى لسجالات حول “التسمية”، إلى أن وصلت إلى محطة 21 دجنبر 2019 ، حيث تم انتخاب مكتب مسير من طرف 15 عضو يقوده السيد جمال الدين لبيب، والذين يضخون جميعا جرعة تحفيز جديدة لهياكلها وتمكن من لملمة كينونتها لتعود إلى صفوة مسارها الصحيح.
جدير بالذكر أن المهندس المنظري هو قبل كل شيء يلاحظ ويدرس ويدقق في  الوحدات المختلفة المكونة  للمجال الترابي، ويحللها بشكل موضوعي ليتمكن من  اقتراح تحسينات مكانية تتكيف مع احتياجات المستعملين للمجال، حيث تستند مقترحاته على معرفة قوية للفن والعلوم والتقنيات وتقديم المشورة للزبناء، في اختيار أرجح التصاميم لتنسيق متناغم بين العمران البشري والمكونات الأخرى من قبيل التضاريس والماء والمناخ والنباتات.
نظرا للكفاءات التي يتميز بها المهندس المنظري المغربي اكتسب سمعة جيدة على الصعيد الوطني، إذ تعزى إليه مهام التهيئة المجالية من طرف السلطات المحلية والهيئات والمؤسسات العمومية أو شبه العمومية.

Read Previous

الأمير محمد بن سلمان يعتذر عن حضور القمة العربية بالجزائر

Read Next

الصحفية رهف عمار.. حلم الطفولة تحول إلى واقع