مسؤول أممي عن منتدى جهات إفريقيا المقام بالمغرب: نجاح اللامركزية يعتمد على التمويل المناسب والفعال

السعيدية  –  أكد مدير تمويل التنمية المحلية بصندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال ديفيد جاكسون، خلال ورشة نظمت في إطار الدورة الأولى لمنتدى جهات إفريقيا الذي تحتضنه مدينة السعيدية من 08 إلى 10 شتنبر الجاري، أن الأداء الجيد للامركزية يعتمد على التمويل “المناسب والفعال والمدروس”.

وأوضح المسؤول الأممي، خلال هذه الورشة التي تناولت موضوع موضوع “الحكومات الجهوية وتحديات الموارد البشرية والمالية”، أن اللامركزية المالية تعني بالدرجة الأولى توفير الموارد، ولكن، أيضا، دعم الدولة للحكومات المحلية والتدبير المستقل لميزانياتها.

وأكد أنه عندما يتعلق الأمر بالتمويل، من الضروري التأكد من أن التنمية المحلية، سواء كانت منظمة أو تسهر عليها الحكومات المحلية أو الجماعة أو الجهة، يتعين أن تتم في سياق “شامل وإيجابي”.

وأوضح المسؤول الأممي أنه في ما يتصل باللامركزية، تواجه الجماعات المحلية تحديا على ثلاث مستويات: ضمان تسيير جيد للجماعات الترابية من الناحية السياسية والتنظيمية، تدبير العلاقات مع الشركاء (الشركاء المحليون، الدولة، والشركاء الخارجيون) والتدبير الأمثل للموارد.

وفي السياق ذاته، أكد المدير التنفيذي لمرصد مقاطعة غوتنغ بجنوب إفريقيا رشيد سيدات، أن آليات دعم الجماعات الترابية من خلال المساعدات الخارجية تؤطرها تشريعات كل دولة، موضحا أنه بناء على هذه التشريعات تتدخل الدولة أو لا تتدخل في إعادة توزيع الاعتمادات المخصصة من قبل المانحين.

وفي ما يتعلق بتجربة جنوب إفريقيا، أوضح السيد سيدات أن اللامركزية مكنت من اعتماد تقسيم إداري يتوخى تحقيق الفعالية من حيث التنمية المحلية، بالإضافة إلى تقريب السلطات العمومية من الساكنة وتيسير مشاركتهم في عملية صنع القرار.

وسجل أن المجالس البلدية بجنوب إفريقيا تغطي في المتوسط نفاقها بنسبة تصل إلى 90 في المئة من خلال الموارد التي تعبئها بنفسها، مبرزا أن تحويلات الدولة لا تشكل سوى 10 في المئة من ميزانيتها.

يذكر أن منتدى جهات إفريقيا، الذي تنظمه جمعية جهات المغرب بشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، ومجلس جهة الشرق، وبدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، يعرف مشاركة أزيد من 20 دولة إفريقية تعتمد نظاما لامركزيا، وحضور نحو 85 رئيس ورئيسة جهات إفريقية.

ويشارك في هذا المنتدى، الذي يحضره رؤساء جهات وحكومات فيدرالية، 400 مشارك وخبراء عالميين، لمناقشة مجموعة من المواضيع من أهمها الشراكات جنوب-جنوب، والتنمية المستدامة، والمنافسة الترابية، والتغيرات المناخية، والمرونة الاقليمية، وإدارة الموارد البشرية والمالية.

Read Previous

ألباريس: إسبانيا تجمعها علاقة متينة للغاية مع المغرب

Read Next

مسؤول إفريقي: نجاح النموذج المغربي للجهوية المتقدمة نابع من إدماجه للبعد الاقتصادي